على الحجار لم يكن يعرف
..أما هو فيعرف ..لأنها منحته الحنان مقطرا
..حتى تصور أنها أمه وليست حبيبته ..
ذات مرة قال لها أنه يكفيه أن تحبه عشر
ما تحب ولديها فنظرت إليه في عتاب
وقرأ في عينيها العاشقتين -
لدهشته الشديدة - أنه ولدها المدلل
..طفلها المحبوب.
أدهشه الأكتشاف وأخرسه الذهول
..اقتربت بوجهها منه وزمت شفتيها
وقالت هامسة : قبلني .......
وبينما كان يقترب بوجهه من وجهها
أغمضت عينيها فلم يقرأ ما فيهما من عتاب.
..................................
عارفه؟ حاسس إني لأول مرة باشوفك وإني باشوفك من أول لحظة في عمري حاسس إني يمامه بتشرب في كفوفك وإنك شجرة ، وضلة ، وميا بتجري........... مش عارف ليه؟
.......................
- لن أغفر لك أنك تأخرت في الظهور
في حياتي كل هذه المدة ، قالت له
- تصوري لو كنا التقينا منذ عشرين عاما ؟ ..
قالت
- لا أستطيع التصور...
-هل كنت ستحبني وقتها؟ ، تساءل
- لست أدري ..كنت وقتها خضراء تماما
..صبية تنتظر حظها في الحياة وتحلم
-ماذا لو عدت للماضي وقلت لك أنك ستحبني بعد عشرين عاما؟
- سأقول ولماذا ننتظر عشرين عاما؟ ..إنها مدة طويلة جدا .
............................................
عارفه؟ فرحة كبيرة وصوت مزيكا في قلبي وكأننا حبيبين اتقابلوا بعد فراق ليه فجأة لقيت نفسي لوحدي؟ عاوز اتكلم واشكيلك وأحكي لك همي مش عارف ليه؟
.................
قالت
- ستذهب ولن تعود
- جسدي سيذهب ولكن قلبي هنا
- كلام ..أنت بارع في الكلام
-فقط ؟ سألها ضاحكا
- وفي أشياء أخرى ، ابتسمت في شحوب
-سأحبك للأبد
- أما أنا سأحبك بعد أن تكف عن حبي.
وضع إصبعه على فمها ونظر إليها معاتبا
- تعرفين أني أحبك أكثر ولكنك مخادعة
- هذا ليس حقيقيا ..أنت تعرف الحقيقة وكذلك أنا
- كذابة ..مخادعة
ابتسمت في حزن وقالت
- سأحبك بعد أن تكف عن حبي ، تذكر هذا........
- لن أتذكره لأنه ليس حقيقيا،
.....................
وانا وياك باحس الدنيا فيها أمان وسلام
وإن العالم مفهوش ولا لحظة أحزان
ايدك خليها في ايدي ، ده أنا طفل كبير
وباحس وانا وانت لوحدينا ، وردة في بستان
مش عارف ليه؟
.......................
كان تعبر به الطرقات المزدحمة
وهي تمسك بيده ..وكانت تجادل البائعين
المتحمسين وهي تمسك بيده ..وكانت تركب
.
معه التاكسي وهي تمسك بيده ..وتعمق لديه
إحساس أنها أمه ..فقط صغيرة وجميلة
وبارعة وتجيد التقبيل ..وكان يعرف أنه
في الحقيقة طفل في ثياب اكبر منه حجما .
.وأخذته يومها إلى الغوطة ..كان الجو شتاء
والأشجار عارية ومخيفة .
.وتساءل في نفسه لماذا أحضرته إلى هذا المكان
المقبض في يوم سفره ..هل كان قلبها موحش
ا كتلك الأشجار؟ هل أحست بالشتاء المقبل؟
هل سقطت كل الأوراق إلى حيث لا تعود
قالت وهي تتكلف ابتسامة
ستكون كلها مزهرة في الربيع ..
وابتسم مشجعا فهمست
- ولكنك لن تكون هنا لتراها ..
وبينما راحا يصعدان الدرج استوقفها قائلا
- سيكون هناك ربيع آخر...
ابتسمت مشجعة ..وأمسكت بيده
وراحت تصعد به الدرج
د.أيمن الجندي
0 التعليقات:
إرسال تعليق