في مثل ذلك اليوم من كل عام
السادس من أكتوبر
يتجدد فينا ما يموت قسرا طوال العام إلا ذلك اليوم
أنا هنا لن اتحدث عن النصر العظيم المؤزر
علي أسطورة الجندي الصهيوني الذي لا يقهر
...إلي أخر ذلك الكلام التي تمتلأ به المناهج
الدراسية و كتب الباحثين
إنما اتحدث عن ذلك الشعور القوي
تلك الرعدة التي تعتريني
فيهتزالقلب و يرفرف
ودمعة في عيني أخفيها كيلا تنساب
علي شارب يذكرني أني قد فارقت عهد الدموع
من قال أننا تعودنا علي الإحتفال بيوم النصر
حتي صار لا طعم له ولا بهجة؟
في مثل ذلك اليوم من كل عام
أنا أعود ذلك الطفل الصغير بلا تصنّع ولا شارب
أشاهد كل الأفلام التي تحكي لعيني المفتوحتين
علي إتساعهما عن ذلك اليوم
واحس دائما بذلك الشعور
حتي ولو كان الفيلم أو المسلسل ساذجا مفتعلا
لأنه لابد هناك شيئا لا يزال حقيقيا
ينبض خلف السذاجة
و الإفتعال و الكلام الكبير
ذلك الذي يسري في أوصالي وعلي قلبي
و تلك التي تترقرق في عيني
فألتفت خلسة لأري إن كان أحد من إخوتي قد رأها
و بطرف الأنامل أفردها علي وجنتي و كأني أفرك عيني
أهرب من ذلك الطفل واسع العينين
لا أدري.....
ربما لم ألحظ أخي وهو يلتفت خلسة و يرفع طرف انامله!
حدث ذلك مرة
و ضحكنا علي أنفسنا وقهقنا و عيوننا لا تزال ندية بالدمع!
في مثل ذلك اليوم
لدينا في مصر عيد أخر
تدور علي الناس روح عذبة
و تسري في عروقهم أشياء حلوة
بطعم العسل
بطعم حلاوة المصري و طلاوة معدنه
و نري النصف المضئ من القمرْ
لدينا شئ نفخر به
شئ نحس به يمسح عن جباهنا المثقلة كل الأسي و الضيق
شئ يحملنا علي المغفرة والتوبة والامل في
غد بإبتسامة أوسع
شئ تراه في عيون من كانوا هناك
هل حكيت لكم عنه من قبل؟!
تراه جالسا علي القهوة
ربما بسترة بالية و حذاء مهترئ
و صلعة يحفها شعث البقايا
لكنك لن تخطئ أبدا ذلك الفخر الذي يملأ صدره
و تلك العظمة التي يشرب بها كوب الشاي الرخيص
_الذي ربما يكون علي حساب صاحب القهوة_
و يضع ساقا علي ساق
فهو في ذلك اليوم
...ملك
.....جنرال!
ليوم واحد فقط في العام.
يحكي لك كيف هجم وحده علي كتيبة قوات خاصة صهيونية
فجر 20 دبابة
و 50 طائرة ميج _ربما لم تكن قد
إستحدثها الأمريكان بعد حينها_
ثم دخل علي "موشي ديان" في ثكناته و بصق في وجهه
لكنه لم يقتله لأن "موشي" كان أعزل
فقيده في العلم النجس ذو النجمة وتركه
لا يهمه إن كنت ستصدقه ام لا
فاليوم فقط مسموح له أن يقول
....فاسمع وإياك أن تقاطع الجنرال!
أهٍ منك أيها المصري
....دماء الفراعنة لاتزال تسري في أوصالك
رغم أنك أكثر أهل الأرض غُـلبا
منذ أسبوع تقريبا كنت أستقل الحافلة
المزدحمة عائدا من الكلية
ودفع الركاب الأجرة تتري للمحصل
إلا واحدا متشبثا بالباب من فرط الزحام
...نصفه بالحافلة و نصفه يتأرجح في الهواء
سأله المحصل في غلظة : "الأجرة؟"
أجاب الرجل المسن ببساطة: : "محارب قديم"
ودون مقدمات صاح المحصل : " وريني الكارنيه"
وحين تأخر الرجل لحظات عن إبراز البطاقة التي
تعفيه من دفع الاجرة في المواصلات العامة
إكراما لجهوده في الحرب
حين تأخر الرجل ....
ظن الجميع وهمهموا كما يحدث دائما أنه لا محارب
ولا غيره و يريد الهروب من الدفع
صاح المحصل :"إخلص"
ولك ان تسأل نفسك كيف إستطاع الرجل
أصلا أن يبرز البطاقة
وهو علي ذلك الوضع
صمت الناس
وعلي الفور إعتذر المحصل بأدب :
لا مؤاخذة يا عمي
و تحرك أحد الواقفين بجوار الباب
حتي يأخذ الرجل مكانه ويتدلي هو من الباب!
في مثل ذلك اليوم من كل عام
السادس من أكتوبر
نعود مصريين
نتذكر الحلم
ما تحقق منه
وما نأمل فيه
وما ينزف فينا
****
وددت لو أضم إلي الأغاني الوطنية
التي نسمعها كل عام في مثل ذلك اليوم...نشيدين
كلما أسمعهما أحس بهما أقوي من
كل ما يطنطن به البعض
ربما لصدق ذلك الصوت الذي يغنيهما
..."علي الحجار"
(( يا مصري ليه دنياك لخابيط والغُـلب مُحيط
والعنكبوت عـشش عالحيط وسَرَح عالغيط
يا مصري قوم هِـش الوطاويط
كفاياك تبليط صعبة الحياة
والحل بسيط
حبّة تخطيط
فَتَحتْ باب إستيرادك
و صَـرَفت فوق ضِعْـف إيرادك
حِـلِي للخواجة إستكرادك
سابك بتقرا في أورادك
قام قـشّـطَـك و نزل تقشيط
يا مصري ليه دنياك لخابيط والغلب محيط
والعنكبوت عـشش عالحيط وسرح عالغيط
ومِهولاتي تِحِـب تِزيط
ساعة الفرح زغاريد تنطيط
و في المياتم هات يا صويت
وفي المظاهرات سُـخْـن تِشيط
وفي الإنتخاب تنسي التصويت
! يا مصري ليه دنياك لخابيط والغلب محيط
والعنكبوت عـشش عالحيط وسرح عالغيط
وليه بترشِي و تِتْساهل
وتبيع حقوقك بالساهل
تستاهِل النار تستاهِل يا غويط
و يحسبك الجاهل ساهل
و ساهي و غبي و عبيط
! يا مصري ليه دنياك لخابيط
والغلب محيط والعنكبوت عـشش عالحيط
وسرح عالغيط
يا مصري ياللي الغلا(ء) عاصرْك
والنهب في مصرك حاصرْك
قوم للحياة و إسبق عصرك
ولا حاجة حترجع مصرك
إلا إن تكون شغّال و نشيط
! يا مصري ليه دنياك لخابيط والغلب محيط
والعنكبوت عـشش عالحيط وسرح عالغيط))
((أنا كنت عيدك
تنقص نجوم السما أزديك
الفجر يغرق أخُد بإيدك
وأجمع سواد الألم في عيني
وأصب نبض الهوي في وريدك
أنا كنت عبدك في عز ضعفك
وكنت يوم التجلي ..سيدك
وإذا كفرتي بسحر صوتي
أغني رغم العطش نشيدك
تموت أيات النغم في حلقي
أنطق بسر الحياة "أريدك"
تكتب سنين الخرس نهايتك
أنطق بسر الوجودأعيدك
وإذا نسيتي حأكون نهايتك
وإذا وفيتي حأكون شهيدك
وكل ما أرحل حتكوني غايتي
وكل ما أرجع حأكون وليدك أنا كنت عيدك )) *
**********
لـ (عاتب عليّ يلومني)
أعلم ان الإحتفال لا يكون بنفس الدرجة
في العاشر من رمضان.
..الموافق ليوم النصر بالتقويم الهجري
ربما لأن عامة الناس إعتادوا ببساطة
و حسن نية علي الإحتفال به علي الموافق
منه بالتقويم الميلادي لأنه التقويم الرسمي للبلاد
و ربما لأن رمضان ينسينا غيره...
لكنني أحدثك عن ذلك اليوم
أروي لك كما يسرد الراوي أخباره
لأبرأ من نقاش و جدل لا يعنيني و لا من أجله كتبت ما كتبت
وليس هذا مكان مناقشة المبادئ و المعايير
انا احدثك عن شئ يولد فينا حين نتذك
ذلك اليوم بأي شكل من الأشكال
أحدثك عن وطني وعن اهلي الذين احبهم
و أودع الله في قلبي ذلك الحب كما حبب إليّ أبي و امي
أنا لا أبغيها قومية ولا إثنية
إقرأها تحت عنوان "إنسانيات"
ممكن؟
أشكرك
نور بن عم أبو نور
السادس من أكتوبر
يتجدد فينا ما يموت قسرا طوال العام إلا ذلك اليوم
أنا هنا لن اتحدث عن النصر العظيم المؤزر
علي أسطورة الجندي الصهيوني الذي لا يقهر
...إلي أخر ذلك الكلام التي تمتلأ به المناهج
الدراسية و كتب الباحثين
إنما اتحدث عن ذلك الشعور القوي
تلك الرعدة التي تعتريني
فيهتزالقلب و يرفرف
ودمعة في عيني أخفيها كيلا تنساب
علي شارب يذكرني أني قد فارقت عهد الدموع
من قال أننا تعودنا علي الإحتفال بيوم النصر
حتي صار لا طعم له ولا بهجة؟
في مثل ذلك اليوم من كل عام
أنا أعود ذلك الطفل الصغير بلا تصنّع ولا شارب
أشاهد كل الأفلام التي تحكي لعيني المفتوحتين
علي إتساعهما عن ذلك اليوم
واحس دائما بذلك الشعور
حتي ولو كان الفيلم أو المسلسل ساذجا مفتعلا
لأنه لابد هناك شيئا لا يزال حقيقيا
ينبض خلف السذاجة
و الإفتعال و الكلام الكبير
ذلك الذي يسري في أوصالي وعلي قلبي
و تلك التي تترقرق في عيني
فألتفت خلسة لأري إن كان أحد من إخوتي قد رأها
و بطرف الأنامل أفردها علي وجنتي و كأني أفرك عيني
أهرب من ذلك الطفل واسع العينين
لا أدري.....
ربما لم ألحظ أخي وهو يلتفت خلسة و يرفع طرف انامله!
حدث ذلك مرة
و ضحكنا علي أنفسنا وقهقنا و عيوننا لا تزال ندية بالدمع!
في مثل ذلك اليوم
لدينا في مصر عيد أخر
تدور علي الناس روح عذبة
و تسري في عروقهم أشياء حلوة
بطعم العسل
بطعم حلاوة المصري و طلاوة معدنه
و نري النصف المضئ من القمرْ
لدينا شئ نفخر به
شئ نحس به يمسح عن جباهنا المثقلة كل الأسي و الضيق
شئ يحملنا علي المغفرة والتوبة والامل في
غد بإبتسامة أوسع
شئ تراه في عيون من كانوا هناك
هل حكيت لكم عنه من قبل؟!
تراه جالسا علي القهوة
ربما بسترة بالية و حذاء مهترئ
و صلعة يحفها شعث البقايا
لكنك لن تخطئ أبدا ذلك الفخر الذي يملأ صدره
و تلك العظمة التي يشرب بها كوب الشاي الرخيص
_الذي ربما يكون علي حساب صاحب القهوة_
و يضع ساقا علي ساق
فهو في ذلك اليوم
...ملك
.....جنرال!
ليوم واحد فقط في العام.
يحكي لك كيف هجم وحده علي كتيبة قوات خاصة صهيونية
فجر 20 دبابة
و 50 طائرة ميج _ربما لم تكن قد
إستحدثها الأمريكان بعد حينها_
ثم دخل علي "موشي ديان" في ثكناته و بصق في وجهه
لكنه لم يقتله لأن "موشي" كان أعزل
فقيده في العلم النجس ذو النجمة وتركه
لا يهمه إن كنت ستصدقه ام لا
فاليوم فقط مسموح له أن يقول
....فاسمع وإياك أن تقاطع الجنرال!
أهٍ منك أيها المصري
....دماء الفراعنة لاتزال تسري في أوصالك
رغم أنك أكثر أهل الأرض غُـلبا
منذ أسبوع تقريبا كنت أستقل الحافلة
المزدحمة عائدا من الكلية
ودفع الركاب الأجرة تتري للمحصل
إلا واحدا متشبثا بالباب من فرط الزحام
...نصفه بالحافلة و نصفه يتأرجح في الهواء
سأله المحصل في غلظة : "الأجرة؟"
أجاب الرجل المسن ببساطة: : "محارب قديم"
ودون مقدمات صاح المحصل : " وريني الكارنيه"
وحين تأخر الرجل لحظات عن إبراز البطاقة التي
تعفيه من دفع الاجرة في المواصلات العامة
إكراما لجهوده في الحرب
حين تأخر الرجل ....
ظن الجميع وهمهموا كما يحدث دائما أنه لا محارب
ولا غيره و يريد الهروب من الدفع
صاح المحصل :"إخلص"
ولك ان تسأل نفسك كيف إستطاع الرجل
أصلا أن يبرز البطاقة
وهو علي ذلك الوضع
صمت الناس
وعلي الفور إعتذر المحصل بأدب :
لا مؤاخذة يا عمي
و تحرك أحد الواقفين بجوار الباب
حتي يأخذ الرجل مكانه ويتدلي هو من الباب!
في مثل ذلك اليوم من كل عام
السادس من أكتوبر
نعود مصريين
نتذكر الحلم
ما تحقق منه
وما نأمل فيه
وما ينزف فينا
****
وددت لو أضم إلي الأغاني الوطنية
التي نسمعها كل عام في مثل ذلك اليوم...نشيدين
كلما أسمعهما أحس بهما أقوي من
كل ما يطنطن به البعض
ربما لصدق ذلك الصوت الذي يغنيهما
..."علي الحجار"
(( يا مصري ليه دنياك لخابيط والغُـلب مُحيط
والعنكبوت عـشش عالحيط وسَرَح عالغيط
يا مصري قوم هِـش الوطاويط
كفاياك تبليط صعبة الحياة
والحل بسيط
حبّة تخطيط
فَتَحتْ باب إستيرادك
و صَـرَفت فوق ضِعْـف إيرادك
حِـلِي للخواجة إستكرادك
سابك بتقرا في أورادك
قام قـشّـطَـك و نزل تقشيط
يا مصري ليه دنياك لخابيط والغلب محيط
والعنكبوت عـشش عالحيط وسرح عالغيط
ومِهولاتي تِحِـب تِزيط
ساعة الفرح زغاريد تنطيط
و في المياتم هات يا صويت
وفي المظاهرات سُـخْـن تِشيط
وفي الإنتخاب تنسي التصويت
! يا مصري ليه دنياك لخابيط والغلب محيط
والعنكبوت عـشش عالحيط وسرح عالغيط
وليه بترشِي و تِتْساهل
وتبيع حقوقك بالساهل
تستاهِل النار تستاهِل يا غويط
و يحسبك الجاهل ساهل
و ساهي و غبي و عبيط
! يا مصري ليه دنياك لخابيط
والغلب محيط والعنكبوت عـشش عالحيط
وسرح عالغيط
يا مصري ياللي الغلا(ء) عاصرْك
والنهب في مصرك حاصرْك
قوم للحياة و إسبق عصرك
ولا حاجة حترجع مصرك
إلا إن تكون شغّال و نشيط
! يا مصري ليه دنياك لخابيط والغلب محيط
والعنكبوت عـشش عالحيط وسرح عالغيط))
((أنا كنت عيدك
تنقص نجوم السما أزديك
الفجر يغرق أخُد بإيدك
وأجمع سواد الألم في عيني
وأصب نبض الهوي في وريدك
أنا كنت عبدك في عز ضعفك
وكنت يوم التجلي ..سيدك
وإذا كفرتي بسحر صوتي
أغني رغم العطش نشيدك
تموت أيات النغم في حلقي
أنطق بسر الحياة "أريدك"
تكتب سنين الخرس نهايتك
أنطق بسر الوجودأعيدك
وإذا نسيتي حأكون نهايتك
وإذا وفيتي حأكون شهيدك
وكل ما أرحل حتكوني غايتي
وكل ما أرجع حأكون وليدك أنا كنت عيدك )) *
**********
لـ (عاتب عليّ يلومني)
أعلم ان الإحتفال لا يكون بنفس الدرجة
في العاشر من رمضان.
..الموافق ليوم النصر بالتقويم الهجري
ربما لأن عامة الناس إعتادوا ببساطة
و حسن نية علي الإحتفال به علي الموافق
منه بالتقويم الميلادي لأنه التقويم الرسمي للبلاد
و ربما لأن رمضان ينسينا غيره...
لكنني أحدثك عن ذلك اليوم
أروي لك كما يسرد الراوي أخباره
لأبرأ من نقاش و جدل لا يعنيني و لا من أجله كتبت ما كتبت
وليس هذا مكان مناقشة المبادئ و المعايير
انا احدثك عن شئ يولد فينا حين نتذك
ذلك اليوم بأي شكل من الأشكال
أحدثك عن وطني وعن اهلي الذين احبهم
و أودع الله في قلبي ذلك الحب كما حبب إليّ أبي و امي
أنا لا أبغيها قومية ولا إثنية
إقرأها تحت عنوان "إنسانيات"
ممكن؟
أشكرك
نور بن عم أبو نور
0 التعليقات:
إرسال تعليق