علي الحجار وانينه

محمد عدوي

لايزال يطربنا أنينه، لا يزال وهجه مشعا رغم السنين، صوته ينير الطريق، كلماته رصينة وألحانه شابة، مطرب من حكايات ألف ليلة وليلة، إنه على الحجار الذى كان حواره مع منى الشاذلى فى برنامج العاشرة الأسبوع الماضى مثل واحة خضراء فى صحراء الأخبار الأسبوعية، غنى الحجار وطرب كل من سمعه فهو لا يزال قادرا رغم التشويش على إخراجنا من غيابات الأحزان إلى براح الفرحة والسعادة، على الحجار تجربة حياة وليس مجرد مطرب.

وأنا ومن هم فى جيلى فى رأى محظوظون به، هو ورفاقه منير والحلو ومدحت الذين تشكل وعينا الغنائى وثقافتنا الموسيقية من تجاربهم، لكن فى رأيى أن الجيل الحالى أكثر حظا منا لاستمرارهم بنفس البريق والوهج حتى لو تعفرت تجاربهم بتراب إعلامى غير مسئول أو تاهوا وسط زحمة كليبات عارية أو فقد مستمعوهم الذاكرة لفترة ونسوهم لسبب أو لآخر من المؤكد أن كل هذه الأشياء سوف تزول وسوف تتخلص تجاربهم من كل العوائق ويعودون أكثر قوة وإبداعا، وها هو على الحجار يغنى على الهواء مباشرة بقوة شاب وخبرة شيخ، يطوف بنا فى ذكرياتنا وهو الشاهد على إنجازاتنا وانكسارتنا، أيام فرحتنا وأيام حزننا له معنا فى كل ذكرى أغنية تعبر عنا ونعبر بها فعلى مدار سنوات كان على الحجار ومحمد منير ومحمد الحلو ومدحت صالح أصوات قلوبنا وعقولنا، فتحية للساحر على الحجار وتحية لمنى الشاذلى وبرنامجها على إطلالة الساحر معها حتى لو وقعت أسيرة لسحره فمن يمكن أن يقاوم.