الحجار أعطي للعمل مذاقا خاص

محمود ياسين وشركاة!


بقلم: مجدي عبدالعزيز

كتبت بتاريخ 12 يناير الماضي عن الفيلم الرائع 'الجزيرة'

وعن الأداء المتميز جدا للفنان القدير محمود ياسين

الذي قدم دورا من أعظم أدواره علي الشاشة الفضية وأضاف به

رصيدا جديدا إلي أعماله السينمائية المهمة التي قدمها

علي مدي مشواره الفني الطويل وتجاوز عددها 160 عملا

لم يفشل منها فيلم واحد وكان ذلك سر تفوقه

وتوهجه ولمعانه بين أبناء جيله آنذاك.

واليوم أعود لأكتب عن الفنان الكبير محمود ياسين من خلال شاشة التليفزيون

بيته الثاني في تفجير طاقاته الابداعية حيث أتابعه

يوميا علي النيل للدراما وهو يصول ويجول من

خلال أحداث المسلسل الجديد 'السماح'

قصة وسيناريو وحوار سلامة حمودة واخراج محمد النقلي

وانتاج 'صوت القاهرة' بنظام الإنتاج المشترك مع شركة

'رمسيس فيلم' وهذا شيء يحسب

لإبراهيم العقباوي رئيس 'صوت القاهرة'

الذي تحمس للعمل وقدم له كل الدعم والمساندة

ليصل به إلي أعلي مستوي فني من جميع الوجوه

بداية من التصوير ونهاية بالمونتاج والمكساج

ومرورا بآدق التفاصيل الأخري من موسيقي

ومناظر داخلية وخارجية وازياء واكسسوارات

ومؤثرات حيث توافرت له كل عناصر الابداع

من حيث الشكل والمضمون.


أما أداء الممثلين وعلي رأسهم أستاذ الأساتذة

محمود ياسين فحدث ولا حرج علي رأي مثلنا الشعبي

الشهير حيث فجر الصراع الكبير بين عائلتي 'الطحاوية'

وعميدها د. صادق محمود ياسين و'الضبعاوية'

وكبيرها حلمي الضبع الذي جسد دوره ببراعة المبدع

أحمد خليل كل طاقات النجوم الآخرين فأصبحنا نشاهد

مباراة ممتعة في الأداء أمام الكاميرات من خلال سيناريو

محكم البناء الدرامي وشخصيات مرسومة بدقة شديدة

وايقاع سريع من مخرج قدير يتمتع بالوعي والفهم

وممسكا بكل خيوط العمل بين يديه فلم يفلت منه

أدق التفاصيل وبالتالي لم يشعر المشاهد بالضيق

أو الملل مثلما يحدث في مسلسلات أخري كثيرة

تزدحم بالمط والتطويل في أحداثها لمجرد تحقيق

كسب مادي يساير نظام الإنتاج بنظام عدد الساعات

لتعبئة الشرائط بحلقات تصل أحيانا إلي أكثر من 33 حلقة

وهي في حقيقة الأمر لا تستحق أكثر من 15 حلقة

علي أقصي تقدير ولكن أنا أريد والمشاهد يريد

والجهات الانتاجية تفعل فينا ما تريد من عذاب

وقهر لقوانا الجسدية والعقلية لجني الأموال

الطائلة بصرف النظر عن قيمة العمل الدرامي!


والحمد لله جاءت حلقات 'السماح' بصورة فنية خالية

من كل العيوب التي اشرت إليها في سطوري

السابقة وأمضينا أوقاتا ممتعة مع سوسن بدر

ونهال عنبر وهادي الجيار وعايدة عبدالعزيز

وعمرو محمود ياسين وفتوح أحمد ومحمد الشقنقيري

وتعاطفنا مع قصة الحب العنيف بين 'شاهندة'

دنيا عبدالعزيز ود. حمدي 'خالد محمود'

الذي قدم دورا من أحلي أدواره علي الاطلاق

خلال الفترة الأخيرة وهو نفس الشيء الذي أستطيع

تأكيده بالنسبة للنجمة سماح السعيد التي تزداد

تألقا مع كل عمل تقوم بتجسيده نتيجة لاختيارها

ادوارها بدقة وذكاء بصرف النظر عن

مساحة الدور سواء كان كبيرا أو صغيرا.


وهناك أيضا نجم آخر أعطي للعمل مذاقا خاصا

منذ لحظة ظهور التترات وهو صوت المطرب

الكبير علي الحجار الذي تغني بكلمات

رائعة كتبها الشاعر الموهوب إبراهيم عبدالفتاح

في المقدمة والنهاية تعطي لك صورة مسبقة عن

جو العمل واحداثه المثيرة التي برع سلامة حمودة

في تناولها من خلال إطار درامي

جيد الصنع يوضح دقائق النفس البشرية

عندما تسقط صريعة للأحقاد والضغائن البشري

ة والصراع الدموي علي اتساع السيطرة والنفوذ

وامتلاك الأرض حتي ولو لم يكن هذا حقا مستحقا

ولكن ماذا تفعل مع نفوس مريضة بالشر كل منها

يسعي لتحقيق مصالحه الخاصة في الطموح

والثراء وسط عادات وتقاليد لاتزال تفكر بعقول

القرون الوسطي!


والكلام عن حلقات 'السماح' ونجومها

الكبار محمود ياسين وأحمد خليل وهادي الجيار

ونهال عنبر وعايدة عبدالعزيز وسوسن بدر يحتاج

أضعاف تلك المساحة التي اكتب فيها رؤيتي النقدية

لهذا العمل الممتاز ولكني حاولت أن أختزل العبارات

والمعاني بقدر الامكان لرسم صورة صادقة عن

جهد كبير بذلته جهة الإنتاج مع كاتب محترم

ومخرج موهوب وممثلين أصحاب قامات عالية في الأداء.