انكسر جوانا شيء
علي الحجار رغم أنف منتجي أغاني الفاكهة والخضار!
من بين فضائل الانترنت ـ وما أكثرها ـ
ان مواقعه تحتوي علي كنوز الغناء
التي كدنا ننساها وسط زحام أغاني العنب
والحمار وإيظن أني هلعب بيه!
منذ سنوات شعرت بالحنين إلي
صوت »شادية« العذب فدخلت أحد محلات
بيع شرائط الكاسيت وما إن أبلغت صاحبه
بطلبي حتي هز رأسه يميناً وشمالاً وعلي
وجهه ابتسامة غريبة وكأنه يقول في نفسه »
من الرجل القديم ده«؟!
ومرت الأيام وشاء الله ان يكون
في بيوتنا عفريت من الجن نضغط
علي الزر فيقول »شبيك لبيك الانترنت
بين ايديك« صار جهاز الكاسيت الآن
موضة قديمة وصرت أنا اقتنص كل أسبوع ساعة
أو ساعتين أجلس خلالهما أمام الكمبيوتر وأبدأ
البحث عن أحبائى ممن امتعونا لسنوات
ثم غيبهم طوفان البذاءة والتفاهة والسطحية..
وعلي رأس هؤلاء صاحب الصوت الرائع
علي الحجار الذي تخاصمه فضائيات العري
وتتجاهله قنوات بلده التي يذوب عشقاً فيها..
عندما يغني علي الحجار »انكسر جوانا شيء
« يأسرك بشجنه وحزنه النبيل.
وفي نفس اللحظة يتراقص قلبك طرباً
وبهجة علي أنغام أغنيته »من غير ما تتكلمي
« وفي الحالتين »الشجن والبهجة ـ
يمتلك علي الحجار مشاعرك ويقودها
الي حيث يريد.. وهذا هو الهدف الأسمي للفن
.. أي فن!
لقد تعاطفت مع علي الحجار
كثيراً عندما قال في تصريحات صحفية
انه يحزن كثيراً عندما تتحول أغانيه إلي »
رنة« موبايل.. هو يحلم بأكثر من ذلك..
ويستحق أكثر من ذلك.. لكنها آليات الألفية الثالثة
التي لا مفر من التأقلم معها.
من حق علي الحجار ان يحزن عندما
يرفض المنتجون طبع ألبوماته فيضطر
إلي طباعتها علي نفقته.. من حقه ان يغضب
عندما تصبح مشاعره الرقيقة مجرد نغمة
علي تليفون محمول.. لكن يجب ألا ينسي
ان التكنولوجيا التي أهانت عذوبة صوته
هي نفسها التي مكنت محبيه ـ وأنا منهم ـ
من الاستماع اليه هو وإخوانه من رواد
الأغنية الجميلة في أي وقت رغم أنف منتجي
أغاني الفاكهة والخضار!
0 التعليقات:
إرسال تعليق