لم يفهم على الحجار نفسه معنى الطلب الذى ظل جمهوره يردده فى الفواصل بين الاغانى .
(سياسة.. سياسة ياعلى ).
عندما تكرر الطلب اضطر الحجار أن يسأل الجمهور، يعنى إيه سياسة؟ عم بطاطا مثلا؟ .
صفق الجمهور وتعالت ضحكاتهم.
فانطلق علي يغنى حتى كاد ان يتحول حفل آخر أربعاء فى العام إلى مظاهرة تهتف (جلادك محامى وحاميك حرامى وبإيه ينفع كلامى يا ساكنه الخرس)
اعتاد جمهور على الحجار الذى يملأ قاعة ساقية الصاوى كل اخر أربعاء فى الشهر ان يطلب منه (هنا القاهرة) بالحاح يبدأ بعد اول اغنية. الجمهور يعرف أن علي سيستجيب وعلي يستمتع بالحاح الجمهور فيؤجلها قليلا.
ويتكرر رد فعل الجمهور كل شهر، صمت كامل يجعل المكان بمن فيه يذوب فى الصوت حتى يصل إلى بحبك يا بنت الذين فتنفجر القاعة صراخا وتصفيقا يغطى تماما على بحبك الاخيرة
وكانت تأتى دائما عم بطاطا ويامصرى ليه فى المرتبة التالية لهنا القاهرة فى المجموعة التى اطلق عليه جمهور الاربعاء الماضى (سياسة) .
فى هذه الحفلة نافست بشدة اغنية ما تغربيناش حيث كانت الوحيدة التى طلبها الجمهور بالاسم من هذه المجموعة وغناها الحجار بعد أن نوه الى ان الفرقة ستعزفها بدون نوتة.
باقي أغانى (السياسة) اختارها علي الحجار وكانت مفاجأة الحفل و(السياسة) الحزن محاوطكى احدى اغانى مسلسل عبد الله النديم .
ورغم انها ليست من الأغانى المعتاد غناءها فى الحفلات، إلا أن الجمهور منحها أكبر قدر من المشاركة فى الغناء والتصفيق والتعليقات التى دفعت إلى الضحك اثناء الغناء على غير عادته، ثم إعادة الكوبليه.
أما اغنية (تسألينى عن جراحك) فقد قدم لها الحجار قائلا هذه الاغنية كتبها جمال بخيت بعد اتفاقية كامب ديفيد. فصفق الجمهور، وبعد انتهاء الاغنية عبر البعض عن إعجابهم بالوقوف والصراخ.
جمهور على الحجار المخلص يمكن اعتباره جمهورا رصينا، حتى الشباب منهم لا يتطوع بالرقص ولا بأى أداء جسدي، يصفق فى أوقات مناسبة ولا يتحدث أحاديث جانبية.
حفلة على الحجار فى ساقية الصاوى فى الاربعاء الاخير من كل شهر تصبح كاملة العدد قبل الحفلة باسبوعين على الاقل.
ومشهد وقوف اعداد من الجمهور حول شباك التذاكر بعد بداية الحفلة على امل ان يصادفوا تذكرة يعيدها صاحبها فيلتقطها صاحب الحظ السعيد ويشتريها او يتقبلها كهدية هو مشهد متكرر.
وكما قالت جيهان سرور مهندسة شابة من جمهور الحجار (اتأخرت فى الحجز، وقفت اكتر من ساعة على الباب، حظى حلو لقيت تذكرة، دخلت متأخر، بس اتبسطت جدا، حفلة على الحجار تستحق) .