صاحب حنجرة ذهبية وإحساس خاص،
نجح في الصمود على الساحة كأحد نماذج
الغناء الأصيل، إنه الفنان علي الحجار
الذي تعيش أغنياته في وجداننا على الدوام.
عن «حوا وآدم} أحدث ألبوماته والإتهامات
التي رافقته ورأيه بالزحمة التي تعج
بها ساحة الغناء اليوم، كان هذا الحوار.
هل توقّعت كل هذا الهجوم على أحدث ألبوماتك؟
بالتأكيد لا، فالجميع مندهش، سواء الذين خاضوا
معي التجربة (شعراء، ملحنين، موزعين )
أو أصدقائي الذين أحرص على الإطلاع
على رأيهم بشكل محايد أو حتى الجمهور
الذي التقيته، لكن للأسف إنها طبيعة هذا العصر،
حيث تتحكم بنا مفاهيم خاطئة وفتاوى
وأحكام لا أساس لها من الصحة ولا علاقة
لها بديننا السمح والبريء.
لم أتصور يوماً أن الإشارة إلى سيدنا آدم
وأمنا حواء عبر أغنية لا تمسهما بسوء
ستفتح عليّ أبواب الهجوم، مع أنها لا تتداخل
ما رسّخ في وجداننا وعقائدنا عنهما
أو عن الأنبياء، لكنها توفر من خلالهما الحل
الأمثل لمشكلة إجتماعية يعاني منها شبابنا،
وهي عدم القدرة على الزواج لتكاليفه الباهظة،
من شبكة ومهر وشقة وأثاث وغيرها من
الطلبات «التعجيزية»، بينما
«حواء اتزفت من غير مهر أو شرط في عقد»،
كما يقول مؤلف الأغنية نبيل خلف،
لا أتصور أن في هذا الكلام أي إساءة
إلى الدين أو إلى سيدنا آدم وأمنا حواء.
يبدو أن التحليق بعيداً عن السائد
والمتداول غنائياً يعرضك للهجوم،
ففي بداياتك صدمت الجمهور بجملة
«الخيانة شيء في طبعك»
في أغنيتك «أعذريني».
للأسف، نحن نتراجع فكرياً مع
أننا من المفروض أن نتقدم،
فلفظة «الخيانة» التي تحفّظ عليها البعض
في هذه الأغنية واعتبرها حينها كارثة،
سبق أن استخدمها عبد الحليم حافظ
في أغنيته الرائعة «تخونوه»،
كذلك غنّت شادية قبل سنوات طويلة
«أنا حاسة معاك إني أنا حوا وإنك آدم»
ولم تنقلب الدنيا آنذاك،
ولم يتهمها أحد بالكفر كما حدث معي،
ما يؤكد أننا نعاني من حالة تراجع
فكري في فهمنا للأمور.
لماذا تنتج ألبوماتك بنفسك،
هل تمسكاً بالحرية في التنفيذ أم
لأن شركات الإنتاج لم تعد تطلبك؟
لكل فنان شروطه الخاصة سواء
في اختيار الكلمات أو الألحان التي يقدمها،
تتوافق خياراته مع السوق وقد تختلف،
خلال مشواري الفني لم أقدم إلا ما يتلاءم
مع قناعاتي ولم أخضع لشروط السوق،
حتى على مستوى الأغنيات الدرامية لم
أؤدِّ إلا ما ناسب شخصيتي وصوتي شكلاً ومضموناً،
لذا من الطبيعي أن أنتج لنفسي تحاشياً
لأي شروط يمكن أن تفرض علي،
وساعدني على التحرر أيضا أنني
جهزت أخيراً استديو التسجيل الخاص بي.
لماذا قررت إعادة تقديم أغنياتك
القديمة بتوزيع جديد؟
ليتعرف الجيل الجديد على الأغنيات
التي بدأت بها مشواري في عالم الغناء
في مقدمها أغنيتي الأولى «على قد ما حبينا»،
خصوصاً أنها تلقى القبول والإستحسان في
كل مرة كنت أؤديها سواء في حفلاتي
في دار الأوبرا أو ساقية الصاوي،
إلى رغبتي في تحية مبدعها
الراحل بليغ حمدي صاحب الفضل في اكتشافي.
كيف ترى الأغنية المصرية اليوم؟
لا ينفصل الفن عموماً عن الواقع الذي
يترك آثاره في كل شيء، لذا تؤكد
كل المؤشرات هبوطه،
كذلك ساهم انتشار القنوات الفضائية
والمواقع الإلكترونية في ضرب سوق الكاسيت
وأثر بالتالي سلباً في الأغنية.
وماذا عن دورك أنت وأبناء جيلك للخروج
من هذه الأزمة، خصوصاً أنكم
تتمسكون بتقديم فن جاد؟
لا نستطيع مقاومة التيار بمفردنا،
نتمسك بتقديم أغنيات جيدة والمحافظة
على هذا المستوى عملا بمقولة
«العملة الجيدة ستطرد الرديئة حتماً».