|
| واحد من مطربي الزمن الجميل. يختفي فجأة وربما يطول اختفاؤه لكن عودته لا تخلو غالبا من مفاجأة لجمهوره. خلال السنوات الماضية اقتحم دهاليز السياسة بأغنياته التي نجحت في إثارة الجدل. لدرجة أن جهاز أمن الدولة لاحقه ذات مرة بعد ساعة واحدة من طرح ألبومه »لم الشمل«. رغم وجوده وقت انطلاق الثورة في اسبانيا للعلاج إلا أنه حرص علي المشاركة في المظاهرات التي تدعم الثوار في مدريد. لم يكتف بذلك بل سارع بإعداد ألبوم جديد يضم أغنيات في حب الوطن حمل عنوان »اصحي يناير«! في هذا الحوار يفتح علي الحجار قلبه ويتطرق لموضوعات تخلط بين الفن والسياسة. تختفي كثيرا ثم تظهر من فترة الي أخري فما السر وراء ذلك؟ أنا لا أختفي لمدد كبيرة فأنا أحب التأني في أعمالي لذلك أطرح ألبوما غنائيا كل ثلاث أو أربع سنوات ولا أحب طرح ألبوم كل سنة حتي لا ينفر مني الجمهور. وهل تعتقد أن طرح ألبوم كل سنة يؤدي إلي نفور الجمهور؟ هذا اعتقادي الخاص هل لهذا الغياب علاقة بالنظام السابق كما صرحت في أحد البرامج؟ النظام السابق ليس له دخل بغيابي عن الساحة الغنائية، النظام السابق كان السبب في عدم إحيائي لحفلات ليالي التليفزيون وحرمني منها لصالح آخرين. وما هي الأسباب التي جعلتك تعتقد أن النظام السابق منعك من إحياء حفلات ليالي التليفزيون؟ تم منعي لأني رفضت دفع رشاوي لكي تذاع أغنياتي وبكل وضوح أؤكد أن كل من كان يدفع رشاوي كان فاكهة حفلات ليالي التليفزيون وأنا لم أفعل ذلك وكان هذا يريحني لأني لن أدفع لأغني لكني أغني لأن صوتي جميل وجمهوري يطلبني بالاسم وهذا هو النجاح. هل تعتقد أن أغنياتك السياسية كانت من بين أسباب المنع؟ ليست كل أغنياتي سياسية فأنا أضم لكل ألبوم أغنية سياسية وأحيانا كانت تطرح في الأسواق وأحيانا أخري كانت تمنع. إذن أنت تري انك ظلمت في حفلات ليالي التليفزيون؟ بالطبع فالتليفزيون المصري كان يختار مطربين عرب لأن ميزانيتهم كبيرة وبالتالي يستطيعون التلاعب بالميزانية وأخذ جزء منها من خلال تذاكر الطيران والاقامة في أفخم الفنادق وغيرها وكانت هذه هي سياسة التليفزيون وكان هذا علي حساب العديد من المطربين وأنا واحد منهم. ولكن كان هناك بعض المطربين المصريين في حفلات ليالي التليفزيون؟ بالطبع كان هناك مصريون ولكن ممن كانوا مسخرين لخدمة وتسلية قادة النظام السابق فكانوا يحضرون الهدايا وكثير من الأشياء التي أفضل ألا أتكلم عنها ولكن كل ما أستطيع قوله في هذا الموضوع أن التليفزيون المصري أضاع حق العديد من المطربين وفضل عليهم مجموعة من الهواة. وما رأيك في مستوي الغناء الآن؟ مستوي الغناء تم إفساده فكل من لديه مال يقوم بتصوير فيديو كليب وكأنها موضة في مصر فعلي أيامنا كانت هناك لجنة استماع تقوم بتقييم الأصوات إذا كانت أصوات تقوم بطرح ألبومات أم لا ولكن هذه اللجنة الآن تنعقد بشكل صوري ولا تمارس أي من سلطاتها فلذلك لا لوم علي الوسط الغنائي الآن. وهل أدي اختفاء هذه اللجنة الآن الي ظهور بعض الأصوات غير المؤهلة للغناء؟ رد ضاحكا بعض الأصوات ! الوسط الغنائي الآن عبارة عن كوميديا وليس غناء ما عدا استثناءات قليلة مثل »شيرين عبدالوهاب« انما الأغلبية الآن فهي فعلا غير مؤهلة فالكورال الغنائي أفضل منهم فما يحدث الآن »عبط«. هل تقصد أن النظام السابق أفسد مستوي الغناء في مصر؟ بالتأكيد وهذا أمر واضح ولا يحتاج الي أي دليل فالدليل موجود في الأصوات التي تعتلي الساحة الغنائية الآن فالألحان مسروقة وقافية الشعر مكسورة فهناك مهزلة في الغناء. هل تم منع أغنيات معينة لعلي الحجار قبل ثورة ٥٢ يناير؟ بالتأكيد تم منع العديد من أغنياتي وبعد ثورة ٥٢ يناير تمت اذاعتها مثل أغنية »قوم يا مصري« وغيرها من الأغاني ولكن لم يكن سبب منعها أنها ثورية فقط بل أن هناك فنانين مفضلين عند نظام مبارك ولم أكن واحدا منهم ولن أفصح عن أسماء هؤلاء الفنانيين. هل طاردك من قبل جهاز أمن الدولة؟ سكت قليلا.. ثم رد ضاحكا: جهاز أمن الدولة لاحقني لكني نجوت منه فلقد أعددت ألبوما باسم »لم الشمل« من ألحان تامر بخيت وكلمات فاروق الشرنوبي وكان ألبوما سياسيا في فترة حرب الخليج وكنت أقصد في الألبوم كل الحكام العرب لأن مصر وقفت تتفرج علي غزو العراق للكويت وأمريكا وأوروبا هم الذين تدخلوا لحل المشكلة فطرحت هذا الألبوم وبعد طرحه بساعة تم سحب جميع النسخ من الأسواق وقام جهاز أمن الدولة باستدعاء أحد أفراد الشركة المنتجة وحققوا معه تحقيقا طويلا وظل الشريط ثماني ساعات داخل جهاز أمن الدولة وجلسوا ليحققوا في أغنية أغنية. وهل تم طرح الألبوم مرة أخري في الأسواق؟ لا لم يطرح في الأسواق مرة أخري ولكننا بعد سنة من هذه الواقعة قمنا بتسريب الأغاني بكل الطرق المتاحة حتي نوصلها الي الجمهور. هل عرض عليك من قبل الانضمام الي الحزب الوطني؟ بالتأكيد وليس الحزب الوطني فقط بل العديد من الأحزاب ودائما ما تلعب معظم الأحزاب علي نفس الوتر وهو محاولة ضم الفنانين الي عضويتها، لأن الفنان له القدرة علي التأثير ولكني رفضت هذه الفكرة نهائيا. هل أنت معارض لفكرة انضمام الفنان لأي حزب سياسي؟ لدي القناعة بأن الفنان فنان فقط ولا يجب عليه الانضمام لأي حزب من الأحزاب والحمد لله اني لم أنضم الي الحزب الوطني ولا أنوي الانضمام الي أي أحزاب نهائيا ومهما عرض علي أرفض دائما. هل تعتقد أن الحزب الوطني كان رمزاً أو قيمة؟ الحزب الوطني لم تكن له أي قيمة. عادل إمام رمز وقيمة أكبر من الحزب الوطني، فاتن حمامة وسعاد حسني رمز أكبر من الحزب الوطني. صرحت من قبل أن هناك فنانين سخروا لتسلية نظام مبارك؟ بالتأكيد ويوجد العديد من الفنانين منهم اختارهم النظام ليكونوا مطربين ومنهم من تمسح في بعض قياداته لكي يظهر ويعلو في الساحة الغنائية. هل تعتقد أن فناني نظام مبارك حصدوا نجومية أم أموالا؟ فنانو مبارك حصدوا النجومية والأموال وأنا أقصد بالنجومية ظهورهم المستمر علي الشاشة »والزن ع الودان أمر من السحر« ولم يكن ذلك ناتجا عن نجومية أعمالهم فليس كل ما يلمع ذهبا والأيام أثبتت من هم هؤلاء وكلامي واضح ولن أقول أكثر من ذلك. هل تعتقد أن هذا ما حدث مع عمرو دياب وتامر حسني؟ لن أرد بنعم أو لا ولكني أكتفي بقول أن ليس كل ما يلمع ذهب. هل هناك فنانون تأذوا بعد ثورة ٥٢ يناير؟ بالتأكيد هناك العديد لأن هناك من كانوا يحتمون بالنظام السابق لكنهم مجرد قلة. هناك من تعامل مع هؤلاء الفنانين بوضعهم في قوائم سوداء فهل أنت مؤيد لفكرة القوائم؟ مع أني لست في هذه القائمة إلا أني مستاء جدا ممن افتعلها فنحن لسنا في موقف حساب كما أن عدم قدرة البعض عن المشاركة في الثورة يعني أنه خائن. هذا غير صحيح. ولكن هناك فنانين أساءوا لشباب التحرير.. فما موقفك منهم؟ من سب شباب التحرير يستحق الحرق ولكننا لا نستطيع محاسبة من ليس لديه وعي سياسي وللأسف هناك العديد من الفنانين ليس لديهم وعي سياسي لذلك يجب التماس العذر لهم وأنا أشعر بالأسي تجاه من لديه وعي سياسي والعديد من الفنانيين لم يتوقعوا نجاح ثورة ٥٢ يناير. وهل توقعت أنت شخصيا نجاحها؟ بصراحة ومع فقدان الأمل الذي انتابني من النظام السابق لم أتوقع نجاح الثورة وظننتها انتفاضة عادية ومظاهرات مؤقتة ولم أتخيل أبدا ما نحن فيه الآن. وهل شاركت في أحداثها؟ كنت وقت انطلاقها في مستشفي في اسبانيا لأني كنت مريضا ولكني نزلت للتظاهر أمام سفارتنا المصرية في اسبانيا وكان هناك العديد من المصريين الذين وقفوا للتظاهر معي وبعدها سافرت الي مصر وحضرت جمعة النصر وغنيت مع شباب التحرير وكان أروع يوم في حياتي. هل شعر علي الحجار في لحظة من اللحظات أن الثورة تضيع وأنها لم تأت بثمارها؟ لم أشعر بهذا الشعور نهائيا فلكل ثورة خسائر وهذا طبيعي ومصر سوف تعود أفضل من السابق ولكنها مسألة وقت فإذا قمت بتربية ابنك علي السرقة لمدة ثلاثين عاما فكيف يمكن أن تجعله في يوم وليلة انسانا أمينا ومسئولا؟! فكل هذا يحتاج الي الوقت. من بين تصريحاتك أن تترات المسلسلات كانت موجهة للنظام وليس لبطل المسلسل.. هل هذا صحيح؟ بالفعل هذا صحيح فقد كنا ممنوعين من أن نخرج ما في صدورنا وكان لابد من مخرج ومتنفس للمعاني السياسية والنقدية التي أردنا اخراجها حتي لا نموت من السكوت فقررنا أن نستغل تترات المسلسلات في الترويج عما بداخلنا وكنا نوجه رسالات سياسية مباشرة للحكام من خلال هذه التترات. ألم تلاحظ أي جهة أمنية هذه التلميحات؟ بالفعل حدث ذلك وفي بعض الأحيان تم التحقيق معنا لكننا كنا نقول وقتها إن هذا التتر موجه للظالم داخل المسلسل مثلما حدث في »حدائق الشيطان« قلنا أن الأغنية موجهة لجمال سليمان، وهكذا لم يستطع أحد أن يمسك علينا شيئا. هل تنبأت في أغنياتك بثورة ٥٢ يناير؟ لكي أكون صريحا لم أكن أنا من تنبأ بها بل تنبأ بها الأبنودي وسيد حجاب في العديد من المسلسلات وسوف أقوم بتجميع هذه الأغنيات وطرحها علي الفيس بوك لكي يعرف الجمهور أن هناك العديد من الناس تنبأوا بثورة ٥٢ يناير. حدثنا عن ألبومك الجديد عن الثورة؟ لقد قمت بإعداد ألبوم غنائي يتضمن اسطوانتين، واحدة منهما مكتوب عليها »قبل« تحتوي علي عشرة أغنيات بها نقد سياسي مباشر للحاكم والاسطوانة الأخري مكتوب عليها »بعد« وتحتوي أيضا علي عشرة أغنيات في حب الوطن والألبوم اسمه »اصحي يناير«. هل بالفعل كنت ستطرح ألبوما غنائيا رومانسيا ولكنك أجلته؟ هذا صحيح فلم يكن من الممكن طرح ألبوم عادي في ظل هذه الأحداث فأنا لا أعيش في كوكب آخر وكان لابد من مسايرة الأحداث والشعور بفرحة نجاح الثورة. متي سيتم طرح »اصحي يناير« بالأسواق؟ سيتم طرح الألبوم إن شاء الله في آخر شهر ابريل. مع من تعاملت في هذا الألبوم من شعراء وملحنين؟ تعاملت مع الأبنودي وسيد حجاب وجمال بخيت وتعاملت مع شباب من الجيل الجديد أو بمعني أصح جيل الثورة منهم أحمد حمدي رؤوف وناصر رشوان كما وزع لي ابني أحمد ثلاثة أغنيات في هذا الألبوم. بمناسبة ابنك أحمد هل ساعدته في مشواره الفني؟ أنا لم أساعده وهو لم يسمح لي بمساعدته ففي بعض الأوقات كان يرفض التصوير معي كما انني أرفض فكرة التوريث فلست من أنصار »ان ابني لازم ياخد مكاني« فالكفاءة هي المعيار الوحيد. هل هناك أي تجارب درامية أو سينمائية تنوي دخولها الفترة القادمة؟ كنت أحضر لمسرحية وكنا نقوم ببروفات منذ ستة أشهر ولكن بعد ثورة ٥٢ يناير قمت بإلغائها علي الفور لأنني إذا أردنا الدخول في أي عمل الآن فيجب أن يكون عن الثورة سواء كان فيلما أو مسلسلا أو حتي مسرحية كوميدية. هل قابلت الرئيس السابق بشكل شخصي؟ كنت أري الرئيس السابق في حفلات نصر ٦ أكتوبر وكنا بعد الحفل ننزل لكي نقدم التحية له مع أننا من نكرمه وكان يجب عليه الصعود الينا لكي يشكرنا مثلما كان يفعل السادات معنا ولكن الرئيس مبارك كانت له قناعات شخصية غريبة ليس لها أي علاقة بتقدير الانسان وتقدير قيمة من أمامه فمبارك ليس لديه وعي بالأخلاقيات نهائيا. هل تري أن مبارك لم يكن رئيسا ناجحا لهذه الدرجة؟ يحزنني أن أقول أن هذا صحيح مع أنه في بداية ولايته أقسم علي أن يصون مصر ويفعل كل صالح لها ولكن مبارك كان لديه غرور الكرسي الذي شغله وكان لديه وهم الخلود وهذا غير طبيعي فكيف كان يقبل أن يأكل الفقراء من سلال المهملات وثروته تبلغ المليارات؟ كيف يعقل هذا؟ فمبارك يستحق محاكمة علنية في ميدان التحرير لكل الجرائم التي ارتكبها في حقنا وفي حق بلدنا مصر. هل هناك أحلام معينة لم تستطع أن تحققها وتريد أن تحققها الآن بعد ثورة ٥٢ يناير؟ كان حلمي أن أتنفس في بلدي ولا أعني أن هناك تلوث في الجو فالتلوث مازال موجودا ولكني لم أكن أستطيع التنفس بحرية في بلدي ولكني الآن أستطيع أن أتنفس كما أشاء كما أحلم أن أقدم أوبريت غنائي مع من صوتهم أصيل، مع من يصدقهم الجمهور وليس بالضرورة أن يكون الأوبريت سياسيا. هل هناك سيرة ذاتية معينة تحلم بتقديمها؟ بالتأكيد فأنا أحلم بتقديم قصة حياة الراحل محمد عبدالوهاب ولكن في مرحلة عمرية معينة حتي يصدقني الجمهور وقريبا سوف أسعي وراء ذلك. من أقرب إليك في الوسط الفني؟ الصداقات صعبة جدا في الوسط الفني لكن أقرب شخص لي هو محمد منير فكنا ندرس معا والتحقنا بالجيش معا وذهبنا الي بليغ حمدي معا، فأنا أعشق أغانيه وأنا أري أن منير هو مصر في حنيتها وأصالتها وكل شيء. |
0 التعليقات:
إرسال تعليق