هناك لحظات ومشاهد لاتتكرر كثيرا في الحياة،
قد يكون المشهد الذي شاهدناه جميعا في حفل المطرب الكبير محمد منير
احد هذه المشاهد التي لاتتكرر،
خشبة مسرح الساحة بالاوبرا تجمع علي الحجار، ومحمد الحلو،
وبطبيعة الحال محمد منير، والشيء الاجمل هو الاستقبال الاسطوري
للجماهير التي تقدر بنحو 20 الفا لكل يهتف للثلاثي،
وكان جميلا ان يستقبل منير ضيفيه بجملة وجهها لجمهوره
بقوله من يحب منير يجب ان يحب الحجار والحلو،
ثم تحدث منير عن ذكرياتهم، ثم غني الثلاثي أغنية »اشكي لمين..
واحكي لمين.. دنيا بتلعب بينا«،
وبعد انتهاء الاغنية انصرف الحلو والحجار وتركا لنا قضية هامة
وهي قضية ثلاثي وقف، وصمد في وجه تيارت غنائية مبتذلة،
وانحاز الثلاثي للغناء الجاد كل بطريقته،
ووفقا لمدرسته الغنائية التي اسسها ودافع عنها »منير – الحجار – الحلو،
صنعوا رصيدا هائلا من الاغاني التي كونت مشاعرنا وعبرت عنا..
غنوا للوطن، وللحبيبة، ولهموم الناس، غنوا للحياة، وللدين،
وقدموا اشكالا مختلفة من الموسيقي لذلك صمدوا،
وظلموا في مقدمة صفوف نجوم الغناء، ظهرت اسماء كثيرة،
واختفت لكن هذا الثلاثي ظل يجاهد ويقاوم لذلك لايذكر الغناء المعاصر
الا ويذكر هذا الثلاثي، والجميل ان وجهة نظر هذا الثلاثي تكاد تكون
متشابهة مع الوضع في الاعتبار ان لكل منهم مدرسته الغنائية وفكره وثقافته ورؤيته.
قصة ظهور الثلاثي علي خشبة المسرح لم تكن مدروسة
ولم يتم وضع خطة او تصور لها لكنها كانت وليدة الصدفة وحتي قبل صعود
الحجار، والحلو للمسرح لم يكن هناك مايشير لذلك،
لكن بالصدفة في هذا اليوم اجتمع الثلاثي حيث كان لدي والحجار
عرض اوبريت »لمغني حياة الروح« علي خشبة المسرح الكبير،
والذي انتهي عرضه قبل حفل منير بدقائق،
ومنير كان لديه حفل الذي يقيمه كل عام بمناسبة شهر رمضان.
واقترح احد الاصدقاء ان يصعد الحجار والحلو لخشبة المسرح
وبالفعل حدث اللقاء الذي رحب به الثلاثي.
الجميل ان محمد منير رفض ان يبدأ حفله الا بعد انتهاء عرض الاوبريت
الذي شارك فيه الحلو، والحجار، وحرص علي الاطمئنان علي رد فعل الجماهي
ر تجاه هذا العمل كما يفعل في حفلاته.
وعي الجماهير التي حضرت حفل منير كان كبيرا شتان الفارق
بين استقبالهم لتامر حسني، وبين استقبالهم للحلو والحجار في كل الاحوال
هذا الحفل اعاد لنا حالة نفتقدها كثيرا الآن وهي دفء العلاقة بين اهل المغني،
التي اصبحت الآن باردة بروده الجليد، لقاء الثلاثي هو قدوة للشباب،
ويؤكد كلامي ان منير عندما صعد الحلو، والحجار سمح لاول مرة لجمهوره
باستخدام كاميرا الموبايل لالتقاط هذه الصورة،
حيث قال للجمهور دائما كنت اقول لكم انا في حاجة لايديكم تصفق..
الآن امنحكم حق استخدام الموبايل من اجل تسجيل هذه اللقطة،
وبالفعل وفي توقيت واحد وجدنا الالاف يرفعون الموبايل لتسجيل
الحدث لأن هذا المشهد قد لايتكرر كثيراً.
المشاهده
0 التعليقات:
إرسال تعليق