كتبت- شيرين فرغلي:
"الخوف لا يعرفنا ولا إحنا نعرفه.. الخوف ييجي يخوفنا إحنا نخوفه..
طب ليه نخاف.. من مين نخاف؟"..
كلمات تغنى بها الفنان علي الحجار قديما، لكن الآن: "مين فينا مش خايف؟".
فبعد حوادث السبت 17 نوفمبر (أمس)، أصبح الخوف الشعور المسيطر
على كثير من المصرين..
الشباب والأطفال.. الآباء والأمهات.. الشيوخ والعجائز..
أصبح الخوف "يعرفنا وإحنا نعرفه" في بلد الأمن والأمان،
التي يعيش على أرضها الآن (المواطن الخائف)
الذي بداخله شعور الفزع والقلق بسبب ما يجري حوله من أحداث وحوادث.
وبنظرة على ما حملته لنا مواقع التواصل الاجتماعي بالأمس وفي الشارع أيضا،
يمكننا أن نسمع صوت
نبضات قلب الوطن الخائف..
ولنقرأ سوياً بعض التعليقات..
ـ من الأن فصاعدا ودع كل من حولك فى سلامك،
لإنك لا تدرى ماذا يحدث بعد دقائق.
ـ أنا خايف على بنتى..
- "ماتوا وهما رايحين المدرسة؟ و قبلهم ماتوا و هما رايحين ماتش؟
و قبلهم ماتوا و هما عالحدود؟
في إيه متأمن في أم البلد دي غير الرئيس و هو بيصلي؟!".
- "من ساعة ما قولنا يا نجيب حقهم يا نموت زيهم وإحنا عمالين نموت زيهم".
- "قبل ما تنام اتشاهد.. قبل ما تنزل من البيت اتشاهد..
قبل ما تسيب اللي بتحبهم ويهموك.. عرفهم
إنك بتحبهم ويهموك.. أصل الفرق بين اللي بنحبهم و الموت.. غمضه عين".
ـ لو فضلنا ماشيين بنفس المستوى ده من الكوارث,
أخر جمعة في الأربع سنين بتوع مرسي هيصليها لواحده.
الخوف مكان الأمل
مشاعر الخوف أيضا يمكن ملاحظتها في كلمات الشباب الذين التقينا بهم..
فيقول محمد خيري، 27 سنة: "كم كبير من الأسئلة تدور
في حاليا في أذهان كل مصري على حال البلد،
فبداية مما يحدث من تدهور في الأحوال الاقتصادية،
والبطىء المميت في تحقيق العدالة والقصاص
من الفاسدين والمجرمين، والكوارث المتتالية تجعل الكل غير قادر على الإجابة،
والنتيجة أن مشاعر الخوف تتسلل إلى قلب كل مصري
وبمعنى آخر الخوف.. إرادة شعب".
نهاد سمير، 24 سنة، تقول: "فقدنا الأمل في إيجاد أي تغيير،
فكلما حاولنا التغاضي عما يدور حولنا،
تحدث هزة جديدة ترعبنا". وتتساءل: "كيف يمكن أن يطمئن الأباء
والأمهات على أولادهم بعد اليوم،
أو كيف يمكن لشاب أو فتاة أن يخططوا أو يحلموا بمستقبل أفضل
وهم يرون الموت يحاوطهم في كل مكان؟".
أمراض الاكتئاب التفاعلي.. ع الأبواب
من جانبه يقول أحمد حسين، مستشار الطب النفسي لـ(الوفد):
"كثرة الأحداث المأسأوية المتلاحقة
وسرعتها ينذر بإصابة البعض بخوف مرضي وقلق مرضي
يتسببان فى حالة رعب من
كل ما يحدث له أو ينتظره، خاصة لو كان ذلك الشعور
جماعيا مثلما هو حالنا مؤخرا،
حيث أصبح الكثير يخشى النظر إلى المستقبل لأنهم لا يملكون
واقعا ولم يعد بإمكانهم القدرة على الحلم"،
موضحا أنه لا يمكن أن تفكر فى المستقبل إلا إذا كان الحاضر قويا
وآمنا يؤهلك للتفكير فى الغد.
ويضيف أن الجميع قلق بشأن مستقبله لأن الحاضر غامض،
متوقعا إصابة البعض بأمراض الاكتئاب التفاعلي
الذى ينشأ مع الأحداث ويزداد بتصاعدها، خاصة في ظل وجود
بعض وسائل الإعلام التي تتعمد
تخويف المواطنين ويتبارزون ويتنافسون فى التخويف
بصورة جعلت الكثيرين يشعرون بالخوف
الشديد الذى ينتج عنه حالة من الإحباط أو العنف غير المبرر،
بالإضافة إلى انعدام الفاعلية
وانعدام الإنجاز والتوقف عن العطاء والعمل، والشعور بالاكتئاب،
وقد يزداد الأمر بتنامى شعور آخر فى الرغبة فى الهروب.
وأنت.. هل تصيبك مشاعر الخوف؟
0 التعليقات:
إرسال تعليق