كنا في المغارب

مخطئ من يظن ان الصوت الحلو القوى ذو النكهه الشرقيه يجب ان يغنى اغانى كلاسيكيه بحته وتم حصر اصوات معينه على انها تشبه مراحل سابقه من الغناء الشرقى وان المطرب مادام يمتلك حنجره قويه وعبقريه فيجب ان يلتهم الموسيقى الشرقيه فى غنائه وان يتم حصره فيها فقط
اغنيه اليوم صنعت فى العام 1998 فى تلك الفتره من اواخر التسعينات كان المقسوم يترنح بشكل كبير بعد ان دانت له السيطره على اغنيات التسعينات اللهم الا من تجارب مختلفه اخذت من المقسوم مايلزمها وتفرغت لابراز انماط موسيقيه اخرى
كانت موسيقى البوب هى ظاهره التسعينات بكل حذافيرها لدرجه ان هناك البومات بالكامل كلها تشبه مثيلتها فى نفس الرتم ونفس التوزيع حتى وان اختلف الموزع بل ظهر موزعون او اشباه موزعون كرهوا المستمع فى المقسوم بحلياته القميئه وبفراغه الهارمونى وعلى سبيل الاعتقاد فى التجويد كان يتم حشر كمنجات اما تصرخ تاره او هلاميه تارات اخرى اعتقادا ان هذا هو التوزيع الموسيقى
اغنيه اليوم بطعم موسيقى اخر غربى بحت وهو موسيقى الجاز
كتب كلماتها احد ارق شعراء المحروسه وانبلهم واكثرهم صدقا الاسكندرانى الجميل ( رضا امين )
رضا امين صنع لنا بصوره لوحه فنيه
كنا فى المغارب
كانت ليله غريبه
كان الفرح غايب
والدموع قريبه
والطريق فراق
ارتعشت ايدينا
قلنا يا عنينا
ماتخبيش علينا
هو ده الفراق
تسلسل اكثر من رائع مغارب وقت غروب شمس حب وفرح غائب ودموع تقترب من السقوط ومفترق طرق وارتعاش ايادى افضى فى النهايه الى تعريف منطقى يحوى كثير من الشجن غير المفتعل للفراق
صوت المطر كان
دقات قلبى الحزينه
وضاق بينا المكان
والدنيا دارت بينا
ماخترناش الفراق
كان مكتوب علينا
ولا الزمان سراق
تصاوير وتراكيب شعريه بسيطه سهله تدخل فى صلب الموضوع بأيجاز مع تفسير حاله بطلى الاغنيه
ليه حلمنا البرئ
تاه من عيون بريئه
ليه يوصل للغريق
ويروح لبحور غريقه
كنا بر الامان
تاهت منا الحقيقه
ولا الزمان سراق
تفسير اكثر من رائع لضياع الحب ووصوله الى منطقه مظلمه ادت الى غرقه بعد ان كان بر الامان
رضا امين كتب اغنيه حزينه بلوحه فنان حزين لم يشتكى ولم يبع لنا النواح او تاجر به كما فعل شعراء كثيرون اعتمدوا على ان الشعب المصرى عاطفى ويميل الى الحزن والشجن اكثر ولم يضف رضا امين لفظ يزيد من كأبه الموضوع بل شرح بأقل القليل الحاله بأدق تفاصيلها
صنع موسيقى الاغنيه محمد ضياء احد من ساروا فى درب موسيقى مختلف منذ ظهوره الاول على يد مدحت صالح فى الثمانينات بأغنيه خاصمت الشوارع
محمد ضياء الدين كان من الممكن ان يكون فى مكانه اكبر واعظم مما هو فيه حاليا لكن حياته الشخصيه اثرت كثيرا على فنه واخرته فى الوقت الذى كان من الممكن ان يبدع لنا اكثر واكثر
محمد ضياء احد من تعاملوا برقى مع صوت على الحجار وعرف كيف يوظف صوته لاداء اغنيه بطعم موسيقى الجاز
محمد ضياء صنع لنا اغنيه مبهره جدا فى موسيقاها بدايه من صولو البيانو الذى دخل مباشره فى صولو ارتجالى اكثر من رائع خلفه نحاسيات من فرقه الدكتور مجدى بغدادى مع نوت باص جيتار تعزف ببراعه من احمد رجب لكى يسلم اسطوره الكمان عبده داغر الدفه لكى يقود بدايه الاغنيه
لحن المقدمه كان اكثر من رائع حتى تحويله جزء اللحنى بدايه من
قلنا ياعنينا
ماتخبيش علينا
اعطت طعما مختلفا للمقدمه
اكثر ماعجبنى فى لزمه الاغنيه الموسيقيه
هو ابداع عمنا وكبير العائله الموسيقيه المصريه الاسطوره عبده داغر
والتناغم الحاصل بين الكمان والباص جيتار ودرامز احمد ربيع الذى اختار ان يعزف بأستيك ريشه لكى يضع حليه اخرى فى عزف الدرامز
محمد ضياء استدعى فى تلك الاغنيه كل الموسيقين الذين ساروا فى درب مختلف ولم يستهلكوا انفسهم كثيرا بداء من الاسطوره عبده داغر مع جيتار طارق حموده الذى عزف اللزمه الموسيقيه فى الكوبليه الثانى ورفيقى دربه احمد ربيع عازف الدرامز وعازف الباص جيتار احمد رجب
الاغنيه رغم انها من عزف خمس او ست فقط لم تحس باى فراغ على المستوى الهارمونى بل كل اله موظفه بشكل مدروس وواعى ومكتوب كل نوته موسيقيه بشكل اكثر من رائع من محمد ضياء الدين حتى طعم الصولوهات الارتجاليه الذى عزفت جائت اضافه كبيره للعمل
اغنيه بطعم موسيقى الجاز فى الفتره التى كان المقسوم بدأ فى الترنح واثبتت ان الاغنيه الجيده تفرض نفسها وتبقى حتى وان مرت عليها السنين
كنا ف المغارب
رضا امين
محمد ضياء الدين
على الحجار