الأحد، 27 يوليو 2008

ال الحجار


أحمد الحجار.. وريث عائلة الطرب الأصيل


علي عفيفي**

أحمد الحجار

استمع :

عندما نتحدث عن آل الحجار.. فنحن نتناول عائلة بدأت العطاء في بدايات القرن العشرين، وامتد عطاؤها ولا يزال إلى القرن الحادي والعشرين، وهو عطاء فني لا شك في تميزه وجديته واحترامه لذاته وللفن.

في بدايات القرن العشرين في بني سويف أنجبت زينب لزوجها الشيخ علي الحجار طفلهما إبراهيم. كانت زينب حافظة للقرآن تقرؤه للنساء، وكانت جميلة الصوت.. أما الشيخ علي الحجار فيقول عنه ابنه إبراهيم إنه لم يسمع صوتا أجمل من صوته.

أما إبراهيم الحجار فقد أصبح رمزا للغناء الأصيل، وعمل في الإذاعة المصرية حتى قيام ثورة يوليو 1952. ثم طلبته فرقة الموسيقى العربية للالتحاق بها أوائل عام 68. ودرب العديد من الأصوات المميزة، منها مدحت صالح، ونادية مصطفى، وأنوشكا، ونجله الأكبر علي الحجار، وكانت أنغام أيضا تلميذته في معهد الموسيقى، وفي آخر أيامه عين خبيرا في فرقة الموسيقى العربية.

وبين إبراهيم وزوجته -التي يعتبر أبناؤها أنها كانت مطربة لم تغنِّ لجمهور، ولم يكن لديها طموح فني، وكانت من عشاق ليلى مراد- والابن البكر علي، جاء مولد الفنان الأصيل أحمد الحجار في 7-9-1955.

نشأة بين أوتار العود

يقول الحجار الصغير عن بداياته الفنية: كنت أشعر أن أبي وعلي الحجار قِمتان، فأخجل من الغناء أمامهما. وعندما كنت في الصف الثاني الثانوي طلب علي من أبي أن يعلمه العود، وأصر على تعليمه باليد اليمنى بالرغم من أن علي أشول. وكنت شديد الخجل حتى أطلب من أبي أن يعلمني العود؛ لذلك قررت أن أنصت له وهو يعلم علي، وبعد أن ينتهيا أقوم بالتدريب على ما سمعته بمفردي. وتعلمت العود بهذه الطريقة حتى أصبحت لدي الشجاعة لأوقظ أبي من النوم لأطلب منه أن يعلمني العود.

عندما حصلت على الثانوية العامة أصر أبي على أن ألتحق بكلية التربية الموسيقية، ولكني أردت أن أعيد هذه السنة لحصولي على مجموع منخفض؛ فلم تكن فكرة الانتماء إلى عالم الفن واردة لدي، ولم يكن أبي قد اكتشف بعدُ ما لدي من موهبة، لكن أخي علي انتبه إلى هذه الموهبة قبل ذلك بعام؛ فقد تعلمت العزف على العود في الإجازة بين الصف الثاني والصف الثالث الثانوي، وفي هذا الوقت ألفت لحنا، وأردت أن أسمعه لعلي الحجار الذي كان مرتبطًا بموعد، وحاول أن يعتذر عن الاستماع لضيق وقته، لكنني كنت مصرا على إسماعه، وعندما استمع للحن طلب مني إعادته أكثر من مرة، وفي هذه اللحظة انتبه إليّ كملحن، ولولا اهتمامه بي في هذه اللحظة ما أمسكت بالعود مرة أخرى.

بداية المشوار.. وسر الاختفاء

يقول أحمد الحجار: كانت أغنية "اعذريني" هي بداية تعارفي بالجمهور، ثم قدمني علي الحجار خلال فقراته في الحفلات، فقدمت أغنية "عود" في حفل أضواء المدينة باقتراح من علي، بالرغم من أنني لم أكن موجودا بالبرنامج، وفوجئت بالناس تنصت ولا تصفق إلا بين الكوبليهات، وأحسست وأنا أغني أنني ذهبت إلى مكان ما، وعندما صفق الناس عدت إلى الواقع.

ويضيف: كثيرا ما يسألني الناس عن قلة إنتاجي أو غيابي عن الأضواء، وأقول: إن أسباب ذلك ترجع إلى علي الحجار دون أن يقصد، فيقول الناس إنني إذا لحنت لحنا جيدا فسوف يأخذه علي، ومعنى ذلك أنني لا ألحن ألحانا جيدة إلا لعلي الحجار، وهذا غير صحيح طبعا. كما أنني أرفض الغناء في أي مكان فيه خمر؛ مما أبعد وكلاء الفنانين عني؛ لأن هذه الأماكن هي التي يمكنها تحقيق أرباح طائلة فيها.. وأخيرا يرى أحمد الحجار أن الفن الموجود على الساحة يختلف عن ميوله واتجاهاته.

ولا ينتهي ما بجعبة الفنان أحمد الحجار عند هذا الحد؛ فقد لحن مجموعة من القصائد الصوفية تحت عنوان "مواجيد الإمام أبو العزايم"، وهي قصائد بالفصحى في وقت تكاد القصيدة الفصحى تكون قد انعدمت فيه من الغناء المصري، وحول هذه التجربة يقول: "لقد تمردت في هذه التجربة على شكل الإيقاع النمطي، أو إيقاع الواحدة الكبيرة الشائع في الألحان الدينية، كذلك لم أستخدم الصاجات الشائع استخدامها أيضا في الألحان الدينية والزار. ولا أستطيع القول بأنني أضفت جديدا بتلحيني مواجيد الإمام، بل أضاف شعر الإمام جديدا إليّ.

وقد تسببت المواجيد في مشكلة كبيرة لي مع كلمات الأغاني التي تعاملت معها بعد ذلك؛ لأني شعرت أنها أقل كثيرا من مستوى شعر الإمام؛ فمثلا أنا أعتقد أن السبب الأساسي في وجود الأغنية العاطفية هو محاولة الإنسان الوصول إلى حالة الحلم؛ بمعنى أنه يحاول أن يترجم انفعالاته ورغباته التي يتخيلها إلى حالة غنائية حالمة، لكن إذا وجدت الكلمات التي تقود إلى حالة الحلم مباشرة، مثل مواجيد الإمام أبو العزايم؛ فإنه يصل إلى إشباع عاطفي ونفسي؛ لأنه يكون على مشارف الحب الإلهي وليس الحب الدنيوي".

فنان أصيل في زمن صعب

كثيرا ما نسمع عن خصوصية الفنان، والطقوس الخاصة التي يمارسها عندما يكتب أو يلحن أو يمارس أي نوع من أنواع الإبداع، لكن أحمد الحجار ينفي أي طقوس خاصة لديه أثناء التلحين أو قبله، بل يبسط المسألة إلى درجة كبيرة حين يقول: "الفنان يعيش طوال الوقت كفنان؛ فليس هناك لحظة يكون فيها فنانا والأخرى لا يكون، والفنان مشحون دائما بطاقته الفنية والإبداعية؛ فأحيانا ما أسمع صوت بوق سيارة مثلا، فأكمل عليه جملة لحنية، وكذلك يمكن أن أفعل مع أصوات كثيرة في الحياة. المهم أن تكون لدى الفنان القدرة على التلقي والاستيعاب والتفاعل مع الواقع، وكذلك القدرة على التقاط التيمات اللحنية التي تأتي فجأة ودون مقدمات، ولا تحتاج إلى طقوس معينة أو تجهيزات للوصول إليها".

وفي تقييمه لألحانه وكيف يفرق بينها قال: "أعرف أن اللحن جميل عندما أجده عالقا بذهني وأردده مرات كثيرة. أما اللحن الذي اختفى ولا أتذكره فأعرف أنه ليس بالمستوى المطلوب".

وفي سياق الحديث عن معنى كلمة أغنية يضيف الفنان أحمد الحجار: أنا لا أعرف مصدر كلمة غناء، لكنني أرى أن كلمة غناء مصدرها "الغنى" بمعنى الثراء، ولذلك لو سمينا ما نسمعه اليوم من أغنيات أي اسم آخر فلن أشعر بالحزن؛ لأن معظمها يفتقر للغنى النفسي والفني على السواء، لكنها لا تفتقر إلى غنى المال بالطبع، والأغنية الغنية هي الخارجة من القلب السليم الذي يشعر صاحبه بمسئوليته تجاهها وتجاه الجمهور؛ ذلك لأن الأغنية هي أبسط الأنواع الفنية وأكثرها تأثيرا على الناس، ومن هنا تأتي خطورة الغناء. وفي هذا السياق أنا لا أعترض على التجارب الموسيقية الشائعة حولنا، بل أعترض على ما تحمله هذه التجارب من فكر، وأقول دائما: هناك كثيرون من المؤلفين والملحنين يصنعون جملا يستحقون عليها السجن.

وإذا كانت اللحظة الراهنة هي لحظة صعبة ممتدة، لحظة نحاول دائما تجاوزها إلى ما هو أفضل، واضعين الثقة في الله والأمل في المستقبل، وجدنا أحمد الحجار يقول: بعد نكسة يونيو 1967 وفي بدايات ما يسمى بالأغنية الشعبية وظهور أحمد عدوية عام 1968، كنت أقول: إن هذه مرحلة انتقالية ولا بد أن يحدث فيها "لخبطة". وانتظرت أن تنتهي هذه الحالة لكنها لا تنتهي؛ ذلك لأن الأسباب التي أدت إليها لم تنته بعد؛ فالفن انعكاس للحالة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، فإذا تغيرت هذه الحالة فسوف تتغير الأغنية، وعندما يختفي التلوث البصري وأشكال التلوث الأخرى من الشارع فسوف يتغير حال التلوث السمعي وسوف تتغير الأغنية، فعندما يصبح هناك نظام في الحياة، يتشكل نظام داخل الأشخاص يسمح لهم بفرز الجيد من الرديء.

أعماله الفنية

بإطلالة سريعة على عالم أحمد الحجار الفني سنجد لديه هذه الألبومات:


0 التعليقات:

إرسال تعليق

قائمة المدونات الإلكترونية

  • كورونا الاهلي والزمالك - باقي علي القمة الافريقية بين الاهلي والزمالك اقل من ٢٥ ساعة وناتي للاثارة والمتعة وجمال الكرة سواء من الاهلي او الزمالك ما يشغلنا في هذه المبارة موضو...
    قبل 3 أعوام
  • اعتقال أمريكي بسبب طعنه للبطيخ بطريقة عدوانية - * يواجه أمريكي تهمة التهديد من الدرجة الثانية بعدما اشتكت عليه زوجته للشرطة إثر تعرضها للإرهاب النفسي حين رأته يطعن بطيخة بطريقة "عدوانية" أمامها و...
    قبل 10 أعوام
  • La lingua Italiana per stranieri - Katerinov - La lingua Italiana per stranieri - Katerinov Book: Download here ( djvu format ) Audio: Download here
    قبل 11 عامًا
  • مسرحية " ذكى غبى جدا " - *مسرحية " ذكى غبى جدا *" *بطوله : * *على الحجار* * و محمد سعد* * و ميمى جمال* *تحميل مجاني - Free Download* *Server* مشاهدة مباشرة اون لاين *ana...
    قبل 11 عامًا
  • Pavarotti - Nessun Dorma (Live in Paris) - *ITALIAN;* *Nessun dorma! Nessun dorma!* *Tu pure, o, Principessa,* *nella tua fredda stanza,* *guardi le stelle* *che tremano d'amore* *e di speranza.* *M...
    قبل 11 عامًا
  • برلمان التحرير - «حصاوى بالمقهى يجلس شاردا وبجواره جاره» الجار: سرحان فى إيه يا حصاوى؟ حصاوى: أصلى بفكر أرشح نفسى للبرلمان. الجار: هاهاى، دا أنت مغمى عليك يا حصاوى، انتخ...
    قبل 11 عامًا
  • يا بارى الكون - يا بارى الكون فى عز وتمكين وكل شى جرى بالكاف والنون يا من احس به فى كل كائنة وقد تعاليت عن ظن وتخمين فى هدئه الليل يارب اراك فى هدئة الليل يارب اراك ف...
    قبل 12 عامًا
  • - معكم يوميا راديو الحجار من الساعه التاسعه الي الساعه العاشره صباحا ومن الساعه الثانيه ظهرا الي الرابعه ظهرا ومن الساعه الواحده بعد منتصف الليل الي السا...
    قبل 14 عامًا
  • اطفال الجنه - ايها الحب المطل من شرايين النقاء ايها الخير العظيم يا ضياء من ضايء ايها الحب المطل من شرايين النقاء ايها الخير العظيم يا ضياء من ضايء جئت بالحق تنادى ر...
    قبل 14 عامًا

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة