■ أدت أحداث فض اعتصامى «رابعة العدوية» و«النهضة» إلى إلغاء مهرجان الإسكندرية للموسيقى العربية، فهل أغضبك هذا القرار، خاصة أن كل تذاكر حفلك كان قد تم بيعها؟
- كنت أعلم أن الحفل كامل العدد، لكنى لم أشعر بالغضب بسبب قرار الدكتورة إيناس عبدالدايم تأجيل المهرجان. رأيت القرار صائباً جداً، فكيف يكون للغناء معنى على أرض وطن يبكى؟ «كان هيبقى دمنا تقيل لو أقيم المهرجان فى موعده»، ولا تنسَ أن الأحداث كانت مشتعلة جداً ولا تمر لحظة إلا ويسقط شهيد على الأرض، كنت أتألم كلما رأيت شهداء الشرطة والجيش، وكنت أقف مذهولاً أمام الانتهاكات التى ارتكبها «الإخوان» فى «رابعة العدوية».
■ دائماً تتفاعل مع الأحداث السياسية وتقدم عملاً فنياً يتناسب معها، ألم يستفزك مشهد سياسى خلال الأيام الماضية؟
- بالعكس، أنا معجب بالموقف العربى من القضية المصرية، وسعيد بموقف السعودية الداعم لمصر، وسعيد بموقف الكويت والإمارات والأردن والبحرين، لذا قررت تقديم أغنية «لم الشمل» التى قدمتها منذ سنوات طويلة، وهى من تأليف جمال بخيت وألحان صلاح الشرنوبى، سأقدمها بتوزيع جديد يتناسب مع روح العصر، وكلمات الأغنية رائعة ومعبرة وتدعو إلى الاستقلال عن أمريكا وروسيا والتخلص من فكرة التبعية، وتقول الكلمات: «لم الشمل بلاش تفكيكا.. ياللى بتلعب بالبولوتيكا.. عاوز تاكل كل من قمحك.. عاوز تعزف.. اعزف سيكا». هذه الأغنية تدفعنا إلى التمسك بهويتنا الشرقية فى الغناء، والاعتماد على القمح المصرى بدلاً من قمح الغرب. وباختصار آن الأوان لنأكل من قمحنا ونعزف لحن هويتنا.
■ كيف ترى موقف قطر؟ وما تقييمك لأداء قناة «الجزيرة»؟
- قطر تريد أن تبحث لنفسها عن مكان على جثة مصر، وهى تابعة لأمريكا واللوبى الصهيونى، ولا تندهش إذا قلت لك إن أمير قطر لا يملك أن يعدل سياسة قناة الجزيرة تجاه مصر، فقد أصبحت القناة أداة سهلة فى يد أمريكا توجهها كيف تشاء، ولا يجب أن نبالغ فى خوفنا من «الجزيرة»، خاصة بعدما فقدت حيادها وتحولت إلى نكتة سخيفة بسبب الأكاذيب والادعاءات الباطلة التى تروجها ليل نهار ضد مصر. وأتمنى أن نرى فى مصر قناة إخبارية كبيرة ولها تأثير عالمى، حتى نستطيع الدفاع عن قضيتنا، ونستطيع أيضاً التواصل مع العالم الخارجى بشكل سهل وبعيد عن التأويل والتحريف.
■ ما رأيك فى الوجوه الموجودة على الساحة السياسية؟ وهل هناك بينهم من يستطيع أن يحكم مصر؟
- بصراحة شديدة الوجوه الموجودة على الساحة أشبه بسلع فقدت صلاحيتها، فقد مرت مصر بأحداث وتحولات خطيرة خلقت وعياً لدى المواطن وجعلته أكثر قدرة على التمييز والاختيار، وحتى أكون واضحاً معك أقول إن «الفريق السيسى هو الوحيد اللى يملا عين الناس».
■ أعرف حبك للتجربة الناصرية، فهل هناك وجه شبه بين «السيسى» وجمال عبدالناصر؟
- بكل تأكيد هناك شبه واضح جداً، فكل منهما صنع كرامة للمصرى فى الداخل والخارج، فقد طلب أوباما أن يكلم «السيسى» مرتين لكنه رفض، وكثيراً ما يؤكد أن مصر حرة ولا تقبل أى ضغوط من أحد، و«السيسى» شخصية وطنية واستطاع أن يصل إلى قلوب كل المصريين.
■ أثارت استقالة الدكتور محمد البرادعى غضب المصريين، كيف تلقيت هذا الخبر؟
- كنت معجباً جداً بشخصية «البرادعى» مثل كثيرين لكنى أصبت بصدمة بعد الاستقالة وسفره للخارج، ولا أجد وصفاً لتصرفه إلا «الخيانة»، ظن أن المركب بيغرق ففضل الرحيل والقفز مبكرًا، لكن مصر دولة كبيرة وبإذن الله ستهدأ الأوضاع ويعود الاستقرار إلى بلدنا. وبالمناسبة حسام عيسى أكد أن الدكتور محمد البرادعى كان حاضراً فى الاجتماع الذى تم الاتفاق فيه على فض الاعتصام ووافق على قرار الفض، لذا فأنا مندهش وأراه خائناً لأنه أثار العالم ضد مصر، واستقالته أعطت انطباعاً للعالم بأن ما حدث انقلاب عسكرى وليس ثورة شعبية جديدة لتصحيح أوضاع خاطئة.
■ وبماذا تفسر تراجع مستوى الغناء وهبوط مستواه، خاصة أن الجميع توقع بعد ثورة يناير أن تتغير الصورة؟
- العوامل المحيطة لا تساعد على الإبداع، والإنسان الذى يصنع عملاً فنياً راقياً أشبه بمن يحفر فى الصخر، فى عصر جمال عبدالناصر خرجت أغانٍ مهمة وجميلة، مثل «صوت الجماهير» و«وطنى حبيبى»، لكن بعد ثورة يناير حدثت انتكاسة للأغنية، حتى الغناء الوطنى أصابه الابتذال، وسيطرت عليه جمل لحنية شعبية رخيصة لا تتناسب مع وقار الغناء للوطن.
■ وماذا عن استعدادك لغناء «رباعيات الأبنودى»؟
- بالفعل أنا مشغول بالتحضير لغناء رباعيات الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى، ولكنه طلب تأجيل التنفيذ لأسباب خاصة به رغم أنى جاهز للتنفيذ، وأتمنى أن تنال هذه التجربة إعجاب كل الناس
0 التعليقات:
إرسال تعليق