نجوم الغناء ومحاولات للقفز علي عرش العندليب الراحل
ماجدة خيرالله
مع بداية موسم الربيع تبدأ الحفلات الغنائية، تتزاحم وتتزايد، ويشهد سوق الغناء نزول عدد لا بأس به من الألبومات الجديدة، وهو الأمر الذي يذكرنا بحالة التنافس الفني بين أقطاب الغناء في مصر في سنوات السبعينيات، عندما كان يستعد العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ بمجموعة من أغنياته الجديدة ليقدمها لجمهوره في حفلات الربيع، ولا ينافسه فيها إلا خصمه اللدود المطرب فريد الأطرش صاحب أغنية الربيع، تلك الأغنية الخالدة التي كان يكفي سماعها لندرك أن الأوراق الخضراء قد عادت لفروع الأشجار، وأن الزهور قد تفتحت وأن الربيع قد أتي في موعده!حفلات الربيع كانت فرصة عظيمة للجمهور للاستماع والاستمتاع بكل جديد يقدمه نجوم الطرب، ولم يكن الأمر ينحصر في حفلتي عبد الحليم وفريد الأطرش، بعد أن دخلت حلبة السباق المطربة فايزة أحمد "سورية الأصل" والمطربة "وردة " الجزائرية، أي أن ساحة الغناء والتنافس كانت تتسع للجميع، والانتصار فيها للأكثر إبداعا وجودة، ولم تكن قد ظهرت وقتها تلك النعرة الشيفونية التي أفسدت حياتنا في العشر سنوات الأخيرة، وحاولت أن تحصر إبداع كل فنان داخل حدود وطنه، عملا بالمثل القائل جحا أولي بلحم توره!
ولأن الأيام الجميلة سرعان ما تنتهي، لتحل مكانها أيام وسنوات شديدة الظلمة، فقد حدث في حياتنا الفنية، مثل ما حدث في كافة أوجه الحياة، حيث بدأت مع نهاية السبعينيات، حالة من الانهيار الشديد أصابت الإبداع الفني في مقتل، وباختفاء نجوم الطرب الكبار عبد الحليم وفريد وأم كلثوم وفايزة، وانسحاب شادية ونجاة! بدأ ظهور جيل جديد من المطربين، لم يتمكن أي منهم من ملء فراغ الراحلين! ولأن الأرض كروية وتدور حول نفسها، مما يخلق حالة من تعاقب الليل والنهار، فقد بدأ ظهور جيل جديد من المطربين، حاول كل منهم بطريقته الخاصة الوصول للقمة، واضعا نصب عينيه تلك المكانة التي كان يحتلها النجم الراحل عبد الحليم حافظ! كان أولهم هاني شاكر الذي بني مجده ونجاحه علي منافسته لعبد الحليم وغناء بعض من أشهر أغنياته في حفلاته الخاصة، وهو الأمر الذي لم يفعله عبد الحليم الذي منعه ذكاؤه الشديد من تقديم أغاني الآخرين في حفلات عامة، ولكنه قدم بعضا من أغاني أم كلثوم في حفلات خاصة وبطريقته الخاصة "مثل أغنية ألف ليلة"، ولكن هاني شاكر لا يزال مستمرا في تقديم أغاني عبد الحليم منذ ما يزيد علي ثلاثين عاما، ولذلك من الصعب أن تذكر له إحدي أغنياته الخاصة أو تضبط نفسك وأنت تدندن بها بينك وبين نفسك، قد يكون هاني شاكر قد نجح في المحافظة علي وجوده علي الساحة طوال ما يزيد علي ثلاثين عاما، ولكنه لم يخلق له جمهورا يتشوق لأعماله الجديدة أو يرددها!
ورغم أن الظروف خدمت علي الحجار ومنحته فرصة العمر عندما التفت لموهبته الموسيقار الراحل بليغ حمدي، وقدم له أغنية "علي قد ما حبينا" وهي الأغنية التي عرفت الجمهور بصوته الجميل، وأدت إلي وجوده بقوه علي ساحة الغناء، إلا أنه لم يستفد كثيرا بتلك الفرصة، واحترف تبديد طاقته وإهدار نجاحه، بأشكال شتي، ولولا حماس الموسيقار عمار الشريعي لصوت علي الحجار واختياره لتقديم مقدمات المسلسلات التليفزيونية، لانتهي وجوده الفني سريعا، وهو ما ينطبق علي محمد الحلو ومدحت صالح، فالثلاثة كانوا من أهم نجوم الغناء في مطلع الثمانينيات من القرن العشرين، ولكن أي منهم لم يقدر علي حماية موهبته والمحافظة علي وجوده الفني، نظرا لحالة الارتباك الشديد التي صادفتها حياتهم الشخصية، فلم يصل أي منهم لما حققه عبد الحليم حافظ في حياته أو
حتي بعد مماته!
ماجدة خيرالله
مع بداية موسم الربيع تبدأ الحفلات الغنائية، تتزاحم وتتزايد، ويشهد سوق الغناء نزول عدد لا بأس به من الألبومات الجديدة، وهو الأمر الذي يذكرنا بحالة التنافس الفني بين أقطاب الغناء في مصر في سنوات السبعينيات، عندما كان يستعد العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ بمجموعة من أغنياته الجديدة ليقدمها لجمهوره في حفلات الربيع، ولا ينافسه فيها إلا خصمه اللدود المطرب فريد الأطرش صاحب أغنية الربيع، تلك الأغنية الخالدة التي كان يكفي سماعها لندرك أن الأوراق الخضراء قد عادت لفروع الأشجار، وأن الزهور قد تفتحت وأن الربيع قد أتي في موعده!حفلات الربيع كانت فرصة عظيمة للجمهور للاستماع والاستمتاع بكل جديد يقدمه نجوم الطرب، ولم يكن الأمر ينحصر في حفلتي عبد الحليم وفريد الأطرش، بعد أن دخلت حلبة السباق المطربة فايزة أحمد "سورية الأصل" والمطربة "وردة " الجزائرية، أي أن ساحة الغناء والتنافس كانت تتسع للجميع، والانتصار فيها للأكثر إبداعا وجودة، ولم تكن قد ظهرت وقتها تلك النعرة الشيفونية التي أفسدت حياتنا في العشر سنوات الأخيرة، وحاولت أن تحصر إبداع كل فنان داخل حدود وطنه، عملا بالمثل القائل جحا أولي بلحم توره!
ولأن الأيام الجميلة سرعان ما تنتهي، لتحل مكانها أيام وسنوات شديدة الظلمة، فقد حدث في حياتنا الفنية، مثل ما حدث في كافة أوجه الحياة، حيث بدأت مع نهاية السبعينيات، حالة من الانهيار الشديد أصابت الإبداع الفني في مقتل، وباختفاء نجوم الطرب الكبار عبد الحليم وفريد وأم كلثوم وفايزة، وانسحاب شادية ونجاة! بدأ ظهور جيل جديد من المطربين، لم يتمكن أي منهم من ملء فراغ الراحلين! ولأن الأرض كروية وتدور حول نفسها، مما يخلق حالة من تعاقب الليل والنهار، فقد بدأ ظهور جيل جديد من المطربين، حاول كل منهم بطريقته الخاصة الوصول للقمة، واضعا نصب عينيه تلك المكانة التي كان يحتلها النجم الراحل عبد الحليم حافظ! كان أولهم هاني شاكر الذي بني مجده ونجاحه علي منافسته لعبد الحليم وغناء بعض من أشهر أغنياته في حفلاته الخاصة، وهو الأمر الذي لم يفعله عبد الحليم الذي منعه ذكاؤه الشديد من تقديم أغاني الآخرين في حفلات عامة، ولكنه قدم بعضا من أغاني أم كلثوم في حفلات خاصة وبطريقته الخاصة "مثل أغنية ألف ليلة"، ولكن هاني شاكر لا يزال مستمرا في تقديم أغاني عبد الحليم منذ ما يزيد علي ثلاثين عاما، ولذلك من الصعب أن تذكر له إحدي أغنياته الخاصة أو تضبط نفسك وأنت تدندن بها بينك وبين نفسك، قد يكون هاني شاكر قد نجح في المحافظة علي وجوده علي الساحة طوال ما يزيد علي ثلاثين عاما، ولكنه لم يخلق له جمهورا يتشوق لأعماله الجديدة أو يرددها!
ورغم أن الظروف خدمت علي الحجار ومنحته فرصة العمر عندما التفت لموهبته الموسيقار الراحل بليغ حمدي، وقدم له أغنية "علي قد ما حبينا" وهي الأغنية التي عرفت الجمهور بصوته الجميل، وأدت إلي وجوده بقوه علي ساحة الغناء، إلا أنه لم يستفد كثيرا بتلك الفرصة، واحترف تبديد طاقته وإهدار نجاحه، بأشكال شتي، ولولا حماس الموسيقار عمار الشريعي لصوت علي الحجار واختياره لتقديم مقدمات المسلسلات التليفزيونية، لانتهي وجوده الفني سريعا، وهو ما ينطبق علي محمد الحلو ومدحت صالح، فالثلاثة كانوا من أهم نجوم الغناء في مطلع الثمانينيات من القرن العشرين، ولكن أي منهم لم يقدر علي حماية موهبته والمحافظة علي وجوده الفني، نظرا لحالة الارتباك الشديد التي صادفتها حياتهم الشخصية، فلم يصل أي منهم لما حققه عبد الحليم حافظ في حياته أو
حتي بعد مماته!
0 التعليقات:
إرسال تعليق