حينما تمتلك جوهرة ثمينه ولا تقدر قيمتها الا تعد احمق؟
حينما تمتلك نافذة تطل منها على حدائق غناء
وتسمع عبرها زقزقة الطيور ونغمات الكروان
وتغلقها وتفتح بدلا منها نافذة اخرى
تطل على منور صغير وضيق وعطن
الا تعتقد انك لا تحسن الاختيار؟
لا ادري ما الذي اصاب اذواق الناس في هذه الايام؟
ولا ادري كيف يمتلكون صوتا مثل علي الحجار
ولا يحتفون به ولا يتبارى الشعراء والملحنون
في بذل اقصى ما يمتلكون من موهبة وحرفيه
وابداع ليصوغوا اغنيات تليق بذلك الصوت العبقري
لا ادري ايضا كيف لا تحتفي وسائل الاعلام به
ولا تجد صورته على اغلفة المجلات ولا تتردد
اغانيه وكليباته على كل القنوات الفضائية
ولا ادري كيف في ظل النهضة السينمائية
التي نحيا فيها لا يتنافس المخرجون
وصناع السينما في انتاج افلام يكون بطلها علي الحجار
علي الحجار يا ناس صاحب الحنجرة الذهبية
والاحساس النادر والثقافة العالية
والكاريزما التي لا حدود لها
منذ سنوات طويلة اتساءل كيف لم يحظى
مثل هذا الموهوب بما يستحقه من تقدير واحترام ونجومية
اعلم ان اوساطا كثيرة تعشق علي الحجار
وقلوب كثيرة تتعلق بصوته وهذه القلوب العاشقة
لحنجرة الحجار من كل الاجيال والطبقات المثقفون
والعامة العواجيز وصغار السن
ولكن الا ترون معي ان صوتا بهذه الامكانيات
وعقلية تمتلك ذلك القدر الوافر من الثقافة
وروح هفهافة ممتلئة بالحس الانساني العميق
والرغبة العارمة في البوح والتصريح
بكل المشاعر الانسانية المختلفه من عشق وانهزام
وفرحة التلاقي والصمود امام غوائل الزمن
الا ترون انه يستحق اكثر من ذلك بكثير
ان علي الحجار شيء نادر قلما يتكرر
وستضحك علينا الاجيال القادمة وستغضب منا
حينما تعلم انه هنا في مصر وفي عصرنا عاش بيننا
موهوب لا مثيل له اسمه علي الحجار ولم يكن مطربنا الاول
سيضحكون حينما يعلمون اننا فضلنا عليه
علي حميدة ومصطفي كامل ومصطفي قمر
وسيشعرون بالرثاء من اجل ما عشنا فيه
من تخلف حضاري وبلادة انسانية جعلتنا
لا نستطيع تذوق طعم ذلك الصوت العبقري
ان علي الحجار اتيح له ما لا يمكن ان يتاح بسهولة
لاحد ساق له القدر اب صوفي عاشق للموسيقي
ولولا اعتداده بنفسه ورفضه تغيير اسمه
لكان واحد من اهم المطربين في مصر ان ابراهيم الحجار
موسيقي بارع وانسان من ذلك الطراز النادر
الذي يهب حياته للفن ويتنازل من اجله بصحته
وماله وعمره ولكنه لا يتهاون ابدا في كرامته
وقاسى علي الحجار مرارة الفقر وعانى في بداياته
الكثير وصهرته ازمات الحياة وذاق مرارتها
ولكنه وجد في وسط تلك الازمات اسرة مترابطة
حمته بدفء مشاعرها وترابطها من برودة الحياة القاسية
ولعل منظر علي الحجار واخيه احمد ووالده ابراهيم
وهم متكاتفون في حفل اضواء المدينة منذ سنوات
عده لاكبر دليل على تلك المشاعر التي اوشكت
ان تنقرض وتصبح في عداد الاساطير
وذاق الحجار تجارب الحب وصهرته احزانها
وجراحها وذاق غدر الحبيب وجفائه
وذاق مرارة الوحدة ولوعة الاشتياق
لذلك حينما عبر عن الحب صدقناه وعشنا معه..
انه لا يكذب ولا يدعي ان مشاعره خرجت
من قلبه لتصل لاسماعنا فتعود كما كانت
نبضات قلب يرتجف ومشاعر حب صادقة
سيذكر التاريخ انه لم تنشأ قصه حب
في مصر في عصرنا الحديث الا وردد العاشق
لمحبوبته رائعة علي الحجار
مش عارف ليه بتونس بيكي وكأنك من دمي
ومع مرور السنوات والاجيال ستتلاشي
من ذاكرة الناس كل الاصوات الضحلة
والفنانين متوسطي الموهبة
وسيبقي من وسط كل هذا الضجيج
الذي عشناه صوت عبقري
لم نمنحه حقه صوت علي الحجار
2 التعليقات:
سمعت مرة حسن كامي بيرد على سؤال وجهه له عمار الشريعي بيقول فيه
مين من المطربين والمطربات العاديين ممكن ينفع يكون مطرب أوبرالي
رد كامي عليه وقال
أم كلثوم ... وعلي الحجار
وأفتكر إن علي الحجار مع الاسف سيتم إدراك قيمته الفنية في زمن غير زماننا هذا
زي سيد درويش وعظماء الموسيقي الكلاسيكية اللي محدش عرف قيمتهم إلا في وقت متأخر اوووووي
خالص تقديري لعشقك الجم لعلي الحجار
كنت مفكر أني بحبه أووي أنما طلعت أنت بتحبه اكتر مني
تحياتي
وليد
شكرا وليد علي متابعتك الدائمه للمدونه
اكيدهيجي يوم نجد فيه علي في مكانه نحلم
بها
دمت بخير
إرسال تعليق