محيط - مصطفي عيد
تحول الفن في عهد الرئيس السابق مبارك إلي ساحة للعري والابتذال لإلهاء الشعب عن المطالبة بحقوقه في الحياة الكريمة والمشروعة, حيث اختفت تماما الأعمال الفنية التي تعزز الانتماء والهوية الوطنية, وحل محلها الأعمال الهابطة التي عملت علي انحدار الذوق الفني للمجتمع وهو ما خلق حالة من اللامبالاة والسطحية, لتأتي ثورة 25 يناير لتنسف نظام "تسفيه و تهييف المصريين".
علي الحجار
ويعد الفنان علي الحجار أحد الفنانين الثوريين الذين همشهم نظام مبارك, حيث تم منعه واستبعاده من إحياء حفلات ليالي التلفزيون, بالإضافة إلي تعليمات مشددة بحجب وعدم إذاعة أغانيه بالتلفزيون المصري, تحت ذريعة تحريضها ضد النظام, خاصة بسبب جرأة أغاني الحجار وتعبيرها ونقدها اللاذع لكل أشكال الفساد, كما أن أغانيه تعد "وطنية" من الدرجة الأولي مثل أغاني ألبوم "لم الشمل" وخاصة أغنية "متغربيناش وتقولي قدر" و"هنا القاهرة" و "يا مصري" بالإضافة إلي أغاني أخري كانت تنتقد الأوضاع السياسية والاجتماعية, حتى أفرجت الثورة عنها بعد منعها من الإذاعة لفترات طويلة..
ومن ضمن أغانيه أغنية "النسر المصري" التي قام النظام السابق بتغيير معانيها التي تشيد بالجندي المصري, لتتحول إلي تمجيد للرئيس المخلوع.
وتعبيرا عن رفضه لهذا القمع, شارك الحجار شباب ثورة 25يناير , قبل أن يسافر إلي أسبانيا لإجراء فحوصات طبية, ويوم تنحي مبارك عن الرئاسة غني عدد من أغانيه في ميدان الشمس الشهير بوسط اسبانيا.
ومؤخرا طرح ألبوما عن الثورة, ضم قصيدة "الميدان" للأبنودي, وهي القصيدة التي تهافت عليها عدد كبير من المطربين, إلا أن الأبنودي قال إنه لن يغنيها إلا الحجار.
مشوار الأحلام
علي الحجار قدمه الموسيقار الكبير الراحل "بليغ حمدي" من خلال أغنية "علي قد ما حبينا" كلمات الشاعر عبد الرحيم منصور, وبسبب ما يتمتع به الحجار من موهبة فطرية وقدرات غنائية قوية, قام بغناء "رباعيات صلاح جاهين" التي لحنها له الملحن الكبير سيد مكاوي.
وعلي مدي تاريخه الفني الطويل, تعاون الحجار مع عمالقة الشعر والموسيقي العربية, مثل بليغ حمدي وعبد الرحمن الأبنودي, وسيد حجاب وأحمد فؤاد نجم وفؤاد حداد, بالإضافي إلي رياض الهمشري وأحمد الحجار وعمر خيرت وغيرهم, وهو الأمر الذي جعل أغنياته تأخذ الطابع السياسي الذي ظل علامة مميزة في حفلاته, ومن خلال هذا التعاون بينه وبين هؤلاء العمالقة, تمكن من تقديم فن راقي لايزال عالقا بذهن الجمهور إلي هذا الوقت.
وبسبب تعلقه بـ "جيل العمالقة", عمد الحجار إلي غناء عدد من الأغاني الكلاسيكية, مثل أغنية "سهرت" لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب, و "داري العيون, راح توحشيني" لمحمد فوزي.
وشهد عام 2000 نقلة فنية في مشوار الحجار الفني, حيث تعاون مع المغني العالمي "بلاسيدو دومينجو" الذي يلقب بـ "ملك الأوبرا", وذلك خلال حفل غنائي كبير بدبي حظي باهتمام عدد كبير من الجمهور.
وفي عام 2006 تم تكريم الحجار عن أعماله الفنية التي أسهمت في إثراء الموسيقي والفن من مهرجان الموسيقي العربية الخامس عشر, كما حصل علي جائزة "أفضل مطرب" من مهرجان شرم الشيخ للفيديو كليب عن أغنية "الليل يا ناس".
ونظرا لما يمتلكه الحجار من مواهب غنائية ذات طبيعة درامية, أصبح الحجار المصنف رقم واحد لغناء تترات المسلسلات, وكان أولها تتر مسلسل "الأيام" الذي يدور حول قصة حياة عميد الأدب العربي الراحل طه حسين, ويضم تاريخ الحجار العديد من الأغنيات الدرامية التي قدمها في أعماله الفنية من أفلام ومسرحيات وغيرها.
ويري الحجار أن الفنان لابد أن يرتبط ارتباطا وثيقا بالأحداث من حوله, في أي مجال كانت وعليه أن يجسد هذه الأحداث من خلال أعماله, وهو المبدأ الذي يجب أن يسير عليه الفنانين بعيدا عن السطحية والابتذال.
0 التعليقات:
إرسال تعليق