على الحجار. فى الفن أنت زعيمهم

دينـا ريـان
أقر وأعترف أننى خسرت وفقدت الكثير من أصدقائى وصديقاتى بسبب خلافات فى الآراء السياسية والدينية وغيرها. وأقر وأعترف أن الحالة العصبية التى أصابتنى وأصابت زملائى وصديقاتى وأهلى من غير عشيرتى أصابتنا بحالة من اللوثة مغمسة بالفزع القومى على الوطن.
أقر وأعترف بأن رؤية الأصدقاء والمعارف والزملاء لحجابى الذى ارتديته منذ زمن قد حسبنى على التيارات المتأسلمة. أقر وأعترف أننى مثلى مثل المصريات بداخلى فطرة طبيعية لحب اللجوء إلى الدين فى كل الأحوال، وأجد أن طريقه هو المخلص من المأزق والحيرة والفتن وغيرها، فاللجوء إلى الله بكل الطرق والأديان والدروب هو المخلص، وهو المحقق للعدالة الإنسانية التى ننشدها ونتشدق بها.
لكن، أنا أقر وأعترف أننى أخطأت عندما صدقت كل من يرفع شعار الدين، وأخطأت عندما سرت دون تفكير أو دراسة أو علم وراء الرداء الدينى ومن بره الله ينور ومن الداخل الله وحده أعلم. والنتيجة أننى خسرت صداقة الكثير من الأصدقاء الأكثر منى عطاء وإحساساً بالثورة المصرية وعلى رأسهم الفنان الحقيقى الذى تألق فى الأزمة الثورية والفنية الصديق على الحجار.
اتهمته بالتعصب لآرائه ونسيت نفسى واتهمته بعدم الليبرالية ونسيت نفسى، وصحوت على طلقة الرصاص الغاشمة التى ضربت نسمة الأزهر كما أسماه ناصر رشوان، الشيخ عماد الدين أحمد عفت، وقد كان ما كان من رموز الدين الإسلامى الحق، فعرفت أن الدين يقتل والفاعل المجهول الذى أسموه الطرف الثالث أصبح معلوماً، وعلى صوت زعيم فنانى الثورة على الحجار وهو يودعه والدموع تنطلق من صوته الربانى يا دمعة الأوطان ساعة ما تتحرر، ويابوالقلب السليم يا غنوة المظاليم، ويا نسمة الأزهر، يا حلو الاستشهاد يا شهم واتغندر.
لقد استشهد الشيخ عن حق عماد عفت وهو يحاول تخليص المسلمين والمصريين وإطفاء الفتنة التى أشعلها الجهلاء بالدين البعيدون عنه المختفون وراءه الذى شاء رب قدير كشف سترهم.
هنا عدت إلى رشدى وعقلى وعشت مع "ضحكة المساجين" مسلمين ونصارى، "ضى عينى" الذى فقدته أثناء "المسيرة" دفاعاً عن "ست الناس" مصر التى تعيش لتحقق "أحلاماً بسيطة" للغلابة والمقهورين من شعبها وأبنائها وأنا منهم ممن تفرق بينهم السبل ندمت ومازلت وسأظل حتى تعود "ضحكة الوطن". أقر وأعترف بأن على الحجار فى عامي الثورة كان ومازال صوتها وزعيمها الفنى بعطائه الذى بذله ولم يستبق شيئاً وقد أعادنا إلى زعيم الفن سيد درويش وثورة المصريين فى 1919.
وآسفة يا على وآسفة يا أصدقائى ويا أهلى ويا زملائى ويااااا عشيرتى.