القاهرة - عبير عباس
للأسف، الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين استطاعوا أن يسلبوا الشعب المصري الأحلام التي حلموا بها على مدار الأشهر الطويلة، واستطاعوا أن يجعلوا قطاعاً كبيراً من المصريين يندمون على أيام مبارك، على رغم سوئها. فبالنظر إلى ما يجري في الوقت الحالي من سوء في أحوال خدمات الكهرباء، وانعدام الأمن في شوارع مصر، إضافة إلى الارتفاع غير المبرر في الأسعار، يدرك الجميع أننا نعيش في أيام صعبة للغاية في الوقت الحالي، وأن جماعة الإخوان استطاعت أن تعود بمصر عشرات السنين إلى الخلف.
ما النصيحة التي تتوجه بها إلى الرئيس مرسي؟
أسأله الرحيل بالطبع، وأذكّره بالبداية حينما تولى زمام الأمور ووعد بأن يكون رئيساً لكل المصريين، ولكن للأسف فشل هو وجماعته في ذلك، ولم يعد سوى رئيس للإخوان المسلمين فقط، ورأينا الأحداث التي جرت في مصر في الفترة الماضية، وكيف أصبح قتل المصري لأخيه المصري أمراً عادياً، ورأينا ما حدث في محيط مكتب الإرشاد، وبالتالي فإن رئاسة مرسي لمصر تسببت في أن يكون هناك فرقة أكبر، وأن يكون هناك كره بين المصريين لبعضهم البعض، وهو أمر مرفوض للغاية، وبالتالي فالوقت حان كي يكون مرسي خارج الحكم، من أجل حقن دماء المصريين.
كيف رأيت حصار الإسلاميين لمدينة الإنتاج الإعلامي؟
لابد هنا من معرفة شيء هام، وهو أن مدينة الإنتاج الإعلامي كانت في فترة ما هي المتنفس الوحيد لأعضاء جماعة الإخوان المسلمين، وكذلك أعضاء التيار الإسلامي السياسي، وكانوا يظهرون عبر قنواتها المختلفة للحديث عن مشاريعهم، ولكن حينما تولّت هذه القنوات كشف مخططاتهم، وكشف ما يقومون به ضد مصر، أصبحت هذه القنوات مكروهة، بل هناك مخطط من أجل إغلاقها، يتم فيه استخدام وزير الإعلام الخاص بجماعة الإخوان من أجل تنفيذ المخطط الخاص بالجماعة، الذي يهدف إلى ضرب هذه القنوات، وذلك في الوقت الذي ظهرت فيه قنوات تابعة للتيار الإسلامي السياسي، تستضيف الشخصيات التابعة لهم وتقوم بالهجوم على القنوات الأخرى. وفي الوقت الذي كان فيه أبو إسماعيل ضيفاً دائماً على القنوات الفضائية، أصبح الآن راعياً للاعتصام من أجل إغلاقها.
ألا تخشى غضب الاخوان على الأغاني التي تقدمها حالياً وتنتقد فيها سياساتهم؟
زمن الخوف ذهب وانتهى نهائياً، ولا وجود له، ولا وقت له، فنحن ظللنا خائفين من مبارك لمدة 30 عام، ولكن حان الوقت من أجل أن نثور على الظلم والفساد، وأن نقول كلمة الحق في وجه السلطان الجائر، هو ما لابد أن يحدث، وأنا أحاول أن أوصل رسالة من خلال الأغاني والكليبات التي أقدمها، سواء كليب "ضحكة المساجين" بجزأيه الأول والثاني، وكذلك كليب "السوايسة" الذي قدمته في أحداث مدن القناة، ومعه كليب "البورسعيدية". وأنا أود أن أوضح أن هذه الكليبات هي أقل شيء من الممكن أن يتم تقديمه في الوقت الحالي مع المصريين، لأننا جميعا في خندق واحد، وأنا وظيفتي هي الغناء، وبالتالي لا أملك سوى أن يكون غنائي لصالح البلاد في الوقت الحالي، وليس غناءً من أجل النفاق.
كنت حاضراً لقاء الرئيس بالفنانين، فكيف ترى شكل المرحلة؟
حينما جلسنا مع الرئيس في أول لقاء جمعه بالفنانين، كان هناك بعض التحفظات لديّ على ما قاله بشكل عام، ولم أقبل به، فهو لم يتحدث بشكل مباشر عن خطط مؤسسة الرئاسة بالنسبة للفن، فهو للأسف تحدث في كلام عام عن العديد من الأشياء، ولم يذكر على الإطلاق ما يوحي بأن هناك مستقبلاً مميزاً بالنسبة للفن، وحينما خرجت أعلنتها أن اللقاء جاء محبطاً، خاصة وأنه لم يكن يجيب عن الأسئلة التي تلقى عليه، ويكتفي فقط بتدوينها دون أن ينطق بكلمة، وهو ما أزعجني بشكل كبير.
تجهز مع الأبنودي لرباعيات جديدة، ما تفاصيل المشروع؟
اتفقت مع الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي على أن يتم تقديم الرباعيات التي يكتبها الخال بشكل يومي في شكل غنائي، على أن يكون هناك ألبوم يجمع هذه الرباعيات، وقد طلب مني الأبنودي أن أسافر إليه إلى الإسماعيلية من أجل الاتفاق على الشكل الذي ستخرج به الرباعيات، خاصة وأنه يبحث في الوقت الحالي عن ملحن ذي طبيعة معينة، من أجل تلحين هذه الرباعيات في الفترة المقبلة، كما أنه طلب أن نبدأ بالرباعيات التي تتحدث عن الشهداء، إضافة إلى طلبه أن تكون الرباعيات التي يتم تقديمها هي تلك التي تحتوي على غناء بشكل واضح، وأعتقد أنها ستخرج إلى النور في الوقت القريب.
ما هي آخر أخبار ألبومك الجديد "من الآخر"؟
قمتُ ببعض التغييرات في الألبوم، وأصبح يحتوي على أربع أغنيات جديدة، بعد أن قمت باستبعاد أغنيتين منه، ولازلت أنتظر جلسة عمل تجمعني بالمسؤولين في شركة "صوت القاهرة" من أجل الاستقرار على الشكل الذي سيخرج به الألبوم، كما أنني أنتظر أن يكون هناك توقيت مناسب من أجل طرحه، خاصة وأننا في ظروف مشتعله تمرّ بها مصر في الوقت الحالي.
0 التعليقات:
إرسال تعليق