لم يكن مجرد حفل فنى، وإنما اختلط الفن بالسياسة بالدين، فى حفل إطلاق ألبوم "ضحكة وطن" للفنان على الحجار، فى مكتبة "ألف"، حيث تحدث الحجار عن تطورات الوضع السياسى فى مصر ما بعد الثورة، معبرا عن تفاؤله الشديد لما بما هو آت.
وعن "القوائم السوداء للفنانين أعداء الثورة"، قال الحجار إن هناك نوعين من الفنانين الذين أدرت أسمائهم فى تلك القوائم، الأول يضم هؤلاء الذين رفضوا الثورة رفضا قاطعا، خوفا على مصالحه مع النظام القديم، ظنا منه أن الثورة ستفشل، ملمحا إلى أن هؤلاء كانوا يأخذون فرصا كبيرة فى مجال الفن لا يستحقونها، بسبب علاقتهم المركبة مع النظام القديم وبعض وزرائه، إذ كانت هناك شركات لها شهرة كبيرة، لكنها فى الباطن لك تكن إلا شركات تابعة لبعض الوزراء.
وأشار الحجار إلى الفنان طلعت زكريا، ملتمسا له العذر فى موقف المضاد للثورة، لأن أى إنسان في مكانه كان سيتخذ مثل موقف، فقبل الثورة بشهور قليلة قابل الرئيس السابق شخصيا، إلى جانب دعمه له فى علاجه على نفقة الدولة، عندما تعرض لأزمة صحية خطيرة، وأعطاه الرئيس آمالا وطموحات لفنه، حتى جاءت الثورة لتطيح بالرئيس ومن ثم بطموحات طلعت الفنية، لكن أحدا لن يسامحه على سبه الثورة والثوار واتهامه لهم بممارسة الجنس فى الميدان.
وعن النوع الثاني من الفنانين، قال الحجار إن من غيروا رأيهم بعد الثورة، وندموا على عدم تأييدهم لها، كانوا يرون أن ما يحدث ضد مصلحتهم، لكن عندما ظهرت الحقائق الخاصة بالفساد المالى، والتعذيب فى أقسام الشرطة وأمن الدولة، عرفوا الحقيقة وغيروا رأيهم. وأضاف الحجار: الشعب المصرى هو الوحيد القادر على تصنيف الفنانين دون قوائم سوداء، مستدلا على ذلك بالإشارة إلى أن أحد الأفلام عرض بعد الثورة، وكان دون المستوى، ورغم ذلك أقبل عليه الجمهور، مؤكدا أن أفكار الناس وأذواقهم لا تتغير فجأة، فبسبب وزير الثقافة فاروق حسنى ووزير الإعلام صفوت الشريف تم تغييب وعى الناس لسنوات.
وعن رأيه فى ممارسات الإخوان والإسلاميين تجاه الفنون على وجه العموم، قال الحجار: طالما قبل الإخوان لعب السياسة، فمن المستحيل أن يتدخلوا فى الفن، لأن مسلمي مصر هم الأكثر إسلاما فى العالم، وهم الأكثر تدينا، ولا يحتاجون إلى أوصياء على عقيدتهم، مشيرا إلى أن الفنان المحترم تحكمه رقابة داخلية أهم من الرقابة الحكومية أو الإخوانية أو السلفية على المصنفات الفنية.
ألبوم "ضحكة وطن" الذى أنتجه الحجار على نفقته الخاصة، ويتولى مهمة توزيعه مع بعض أصدقائه، قال عنه الحجار إن حماسته دفته لإنتاج الألبوم، دون أى حسابات جانبيه، لإيمانه بفكرة أن الفنان له رسالة، مضيفا: أنا "أتمحّك" فى أبطال ثورة يناير، الذين أعادوا إلينا فكرة البطولة والتضحية من جديد، بعد سنوات من غيابها عنا، منذ رحيل أبطال من نوعية أحمد عرابى وسعد زغلول.
ويعد ضحكة وطن، هو الألبوم الوطنى الثالث فى مشوار الحجار، بعد ألبوم "لم الشمل" الذى أصدره بالتزامن مع حرب الخليج، وألبوم "اصحى يا ناير"، الذى صدر عن صوت القاهرة بعد الثورة مباشرة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق