يرى الفنان علي الحجار أن فكرة القوائم السوداء غير مجدية بالمرة، وأن الأمر راجع للشعب في النهاية؛ لأنه هو الحكم الأخير، والزمن سيُوضّح مَن يستحقّ البقاء ومَن كان صادقا.
وقال علي الحجار، في سياق حفل مناقشة ألبوم "ضحكة وطن" الذي أُقيم أمس (الأربعاء) بمكتبة "ألف": "الذي أوحى لي بالغناء عن الثورة والشهداء هو كلمات قصيدة "ضحكة المساجين" لعبد الرحمن الأبنودي، والتي غنيت جزءا منها في هذا الألبوم".
وقد حضر الحفل مجموعة من الشخصيات العامة؛ مثل: الكاتب أسامة غريب، والشاعر ناصر رشوان، والدكتور سمير نعيم أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، وماري دانيال شقيقة الشهيد مينا دانيال.
وعلّق الحجار على الوضع الحالي قائلا: "ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فُرجت، وكنت أظنّها لا تفرج؛ فنحن الآن في أسوأ حالات الضيق، فلا بد أن يأتي بعدها الفرج، وهذا هو قانون الحياة، وأشعر بتفاؤل وأن المستقبل أفضل بكثير".
وعن رأيه في القوائم السوداء أوضح: "أتصوّر أن هناك نوعين داخل القوائم السوداء؛ النوع الأول هو نوع كان ضد الثورة؛ حيث كانت كُل مصالحه مع النظام السابق والفرص التي يحصلون عليها في علاقتهم بالنظام السابق ورجاله، وهناك شركات إنتاج كبرى كانت تعرف بأصحاب ليسوا بملاكها الحقيقيين؛ فهي في الباطن كانت شركات لأبناء بعض رجال النظام".
وأضاف: "النوع الثاني الذين غيّروا رأيهم بعد نجاح الثورة هم أيضا نوعان؛ فالنوع الأول رأى أن نجاح الثورة كان حقيقيا، وأن هناك معلومات كانت غائبة عنهم فأيّدوها فعليا، وهناك من غيّروا رأيهم فقط لركوب الموجة، ولكني أتصوّر أن الشعب المصري سيستطيع تصنيفهم تدريجيا".
وعلّق على وضع الفن إذا وصل التيار الإسلامي للحكم: "المصريون أكثر الشعوب تديّنا، وتركيبة المصريين مختلفة عن شعب آخر؛ فهم يسمعون الشيخ محمد رفعت ويُشاهدون الأفلام التي بها مشاهد عاطفية، ويعيشون بمنطق "ساعة لربك وساعة لقلبك"، ولا أحد يستطيع أن يُغيّر تركيبة هذا الشعب".
وفي سياق الحفل، أكّدت ميري -شقيقة الشهيد مينا دانيال- أن قضية أخيها لم تمر بأي جديد سوى أنهم وجدوا اسمه في قوائم المتهمين في أحداث ماسبيرو، وذلك بعد أن انقسمت القضية إلى شقين؛ شق عسكري متعلّق بالدهس، والذي اعْتُبر عن طريق الخطأ ولم يصدر به حكم، وشق مدني يتعلّق بالطلق الناري، والذي حُمل كاملا للثوار وللطرف الثالث.
بينما شدّد الكاتب الساخر أسامة غريب على أنه يُمتعه فن علي الحجار، ويجد فيه صوت مصر الأصيل، وأنه يحبّ أغنياته منذ ظهوره من البداية وحتى الآن.
وبسؤال الحجار عن إنتاجه لنفسه أجاب: "أنتج لنفسي حتى أُغنّي ما أريد حتى أخاطب عقول الناس ومشاعرهم كما أرى وليس كما يرى المنتجون؛ فلي تجربة في ألبوم "ريشة" حيث إنه خرج كمنتج غير مُتناسق الأسلوب؛ بسبب دخول مؤلفين وملحنين ممن يقدّمون فنا رائعا جدا، ولكنه ليس لعلي الحجار".
وتطرّق الحجار للحديث عن الثورة مشيرا: "الثورة قوية جدا، ولذلك فإن أعداءها أقوياء، وأنا سعيد؛ لأني حييت حتى هذه اللحظة التي يتغيّر فيها هذا النظام، ولهذا فلي كل الفخر أن يلتصق اسمي بشهداء الثورة".
واستمرّ الحفل على أنغام وكلمات ألبوم "ضحكة وطن"، ومناقشات حول الوضع الحالي.
0 التعليقات:
إرسال تعليق