كان الأمر مجرد صدفة في البداية حيث كان مجرد حدث مُعلن في ال"”Facebook عن حفل لأغاني الشيخ "إمام" و"أحمد فؤاد نجم" بعنوان "الطمي واحد والشجر ألوان". أعجبني الاسم جدا وصممت على حضور هذا الحفل وكان الوصول إلى مكان الحدث -وهو مسرح روابط بوسط البلد- كارثياً فأنا من قاطني الإسكندرية أصلاً وحضرت إلى القاهرة مؤخراً من أجل الدراسة ولكن حمدا لله فقد وفر القائمون على الحفل خريطة على الإنترنت وكنت أمشي فاتحا إياها كأني أخطط لتفجير ميدان طلعت حرب! دعكم من هذه المقدمة المملة فهذا أول حدث أغطيه في حياتي و لذلك يجب أن أكون مملاً!
وصلت أخيرا إلى أرض الوطن أقصد مسرح "روابط" وانتظرت قليلا حتى بداية العرض ولما دخلنا المسرح أخذت أتأمل القاعة مليا (بنتحدى الملل مع بعض أهو). كانت القاعة بسيطة في تصميمها وتكاليفها أيضا ولكن الملاحظ هو حداثة الأجهزة في القاعة خاصة أجهزة الصوت وامتلأت القاعة عن آخرها تدريجيا وبدأ الحفل. العرض عبارة عن سينوغرافيا غنائية من فصلين مدتها ساعتان لأغاني الشيخ "إمام" وأشعار "أحمد فؤاد نجم" و"نجيب سرور"، وأغاني "عدلي فخري" وأشعار "سمير عبد الباقي" و"بيرم التونسي". جمع العرض بين الغناء والعزف والتمثيل المسرحي وجاء العرض كوميديا حيث علت البسمات على وجوه الحضور حيث جاءت أغلب المعالجات ساخرة فقد تناول العرض هموم المواطن العادي وعلاقته بالسلطة والروتين الحكومي ونتائج الانفتاح.
يقدم العرض مجموعة من الهواة عددهم 25 عضوا حيث يقومون بالغناء الجماعي بجانب بعض الغناء الفردي على أنغام العود والدف. وطغت أشعار "نجم" وأغاني "إمام" على العرض فقد غنوا "شعبان البقال"، "موال الفول واللحمة"، "كلمتين لمصر"، "غابة"، "ع المحطة" و"البحر بيضحك ليه"، وأغاني أخرى كثيرة فقد تمتع العرض بوفرة الأغاني وتنوع الأداء وبدا واضحا تمكنهم وخبرتهم رغم حداثة فرقتهم حيث تكونت في 2003 وقد حزنت لأنهم لم يغنوا "مر الكلام" و"بيانات على تذكرة مسجون" لـ"نجم".
تجاوب الجمهور مع أغلب أجزاء العرض وضاعت نشوتي بجمال العرض بسبب حملي للكاميرا وتصوير العرض هذا بجانب وقوفي بجوار مكبرات الصوت مما جعل إصابتي بالصمم شيئا حتميا!، وقد حضر "علي الحجار" بشكل غير رسمي حيث كان يقف بجانبي يصور أجزاء من العرض بمحموله حيث ابنته "مشيرة" كانت مشاركة في العرض وكانت أول مشاركاتها ولكنه رحل مبكرا قبل نهاية العرض حيث جاءت صحفية تحمل ورقا مثلي وسألته بعض الأسئلة ولكنه أجلها لما بعد العرض فرحل بعدها عندما أحس بمضايقات صحفية وكنت أردد في سري "أول ما يخلص العرض هاروح آخد منه كلمتين أحطهم في التغطية يرفعوا من قيمته ويرضوا ينشروه!" وهو ما لم يحدث طبعا.
انتهى العرض وشعرت بالسعادة تغمر وجوه الحضور وأنا منهم حقيقة فالعرض كان ممتعا خاصة حمل الكاميرا لمدة ساعتين! وبعدها توجهت إلى "سلام يسري"، مؤسس الفرقة ومخرج العرض على أمل الحصول على حديث صحفي ووعدني بهذا وقد كان لاحقا من خلال محادثة إنترنتية عتيدة في منتصف الليل.
"سلام" خريج فنون جميلة وكان يعمل معيدا هناك قسم تصوير ثم استقال ويعمل حاليا في مجال الدعاية والإعلان بجانب عمله في المسرح. ومن موجز المحادثة سألته عن سبب اختياره لاسم "الطمي" للفرقة. فكانت إجابته أنه تم تسمية الفرقة بعد العرض الثاني لـ"الطمي واحد والشجر ألوان". والطمي على وجه الخصوص اسم مصري جداً ومعبر ويشير إلى كل خير يخرج من الطمي. أما اسم العرض فهو أصلا اسم ديوان للشاعر "سمير عبد الباقي" وقد غنت له الفرقة عدة أغاني واستعانت بمقاطع من شعره. وعن تكون الفرقة قال "سلام" إنهم كانوا أصحاب في كلية فنون جميلة وكتب "سلام" نصا مسرحيا اسمه "الضيوف" عن قصة "صانع التوابيت" القصيرة لـ"ألكسندر بوشكين". ولما قرر إخراجها، جمع بعض الأصدقاء المهتمين ووافقوا على الفكرة. ولم يكن الهدف هو تكوين فرقة بقدر ما كان إنجاز العرض وقد حدث. ثم توالت العروض وتكونت الفرقة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق