قيمون حفل توديع لك بالمكتب بعد اسبوع من الان, أما انا فقد اخترت لتوديعك "شلة صوف" زرقاء اللون وابر تريكو! اسبوع فقط لكي اودعك علي طريقتي! مساءاً, أعددت "ماج النسكافيه" وكانت قائمة من الاغاني تنتظرني للبداية! "ما مرق علي قلبي, متله ما مرق"! ابدأ بالعد..واحد، اثنان، ثلاثة...لابد ان يكونوا اربعين غرزة...! عشرة – ح توحشني - اثنا عشر – اوي –سبع عشرة- ما تسافرش! " تذكر اخر مرة شو قلتلي بدك ضلي بدي فيكي تفلي" ...اخطأت العد, احاول التركيز, واعيد العد من جديد..! عشرين – "حبيتك متل ما حدا حب واليوم راح تحب"- اربعة وعشرين – بالتأكيد ستحب اللون الازرق هو لونك المفضل علي اية حال- ثلاثين- اتنهد حتي كاد قلبي ان يتوقف بعدها- خمس وثلاثين- "يمكن ما قلتلك انك انت حبيبي"- تسعة وثلاثين- بجد ما تروحش! أتوقف للحظات, وابدأ بالسطر الأول, متأملة كيف الخيوط تتشابك .. مثل كل شئ اخر, تتضافر فيها الصدف مع الابتسامات, وفنجان القهوة الصباحية, ثم تأتي مكالمة هاتفية وضحكة, وشيكولاتة صباحاً علي المكتب من مجهول لكن معلوم للقلب... كل ذلك يتشابك ويتعقد ليشكل الان سطراً في كوفية صوفية لونها ازرق, كما شكل قلباً وردياً من قبل! "تنده اقول حاضر..مهما تغيب حاضر..شايفك بعيد حاضر وانت الحبيب.. حاضر"! التريكو هو اكثر الممارسات العبثية, لا يضاهيها سوى عبث الحياة ذاتها التي جعلتنا نلتقي بلا موعد ونفترق علي غير موعد! ببساطة التريكو هو حركة ما بين ابرتين يتحدثا طوال الوقت, ينقلان الغرز – والحروف- ما بين الواحدة فالاخرى! ومع استمرار الحكي- والحياكة- تستمر عملية التضافر والتعقيد واحياناً الاخطاء مخلفة ثقوب متباعدة ما بين هنا وهناك ! "سألتك حبيبي لوين رايحين..خلينا خلينا تسبقنا السنين"! أول ثقب, اتمني ألا تلحظه... فجوة صغيرة تتباعد فيها الخيوط قليلاً ... مثل تلك المسافات التي ستبعدنا كثيراً! تتساقط شعرة بنية وحيدة.. لتشتبك هي الاخرى مع الخيط, لا احاول منعها, فأنت لن تلحظها حتي..أما الخيوط ستحتضنها وتخفيها بينها ..لتكون أقرب مني إليك..وتستشعردفئك ورائحة عطرك! "اياك تكون زيهم تروح وتجرحنا ده انت الوحيد منهم تقدر تريحنا" .. اتوقف قليلاً لدي جملة منير تلك.."هو انت فعلا زيهم ح تروح وتجرحنا؟!" ثقب اخر ...لا تداريه الخيوط الان! دائما كنت تقلد فقرة اهداءات القناة ثالثة..وانا كنت املأ الدنيا ضحكاً جنونياً ... فدعني الان اهدي الغرز الدقيقة تلك والسطور إلي التفاصيل الصغيرة- تفاصيلنا! هذه الغرزة إلي الشيكولاتة بالبندق والزبيب , وتلك إلي موسيقي عمر خيرت, أما هذا السطر الجديد فهو لمفاجأة عيد ميلادي! "قبلك قلبي كان شجرة بلا عصافير..جنة بلا الوان..فراشة ما فيها تطير"!.. بس انت ماشي وح يرجع البرد بدل الدفا! انزعجت طبعا لدي اعترافي بتلك الحقيقة وها هو ثقب جديد! الكوفية لازم تكون سبعة اشبار...وكل يوم ح اعمل شبر منها..هذا هو قراري لليلة! كيف أقيس الشبر بكفي هذا؟ أعرف أن كفي أصغر من كفك, فيوم أن احتضنت كفي, كان كعصفور صغير وقع في فخك..لكنه كان فخاً دافئاً..لم أقاوم! "تعرف يعني ايه "ضي روحي يبان" اللي بيغنيها الحجار؟! ح احكيلك هنا...! اقترب من نهاية الشبر الأول، فاستمر بالحياكة ببطء حتي يتسع صدر الغرز لسماع هلوساتي عن معني اغنية علي الحجار! "ح افهمك"- واعتدل في جلستي كمدرسة ستسرد قصة مثيرة لاهتمام تلاميذها الصغار.. وهي الان غرز التريكو التي بدأت تزيد وتتضح ملامحها! أتعرف ان صديقتي كانت تؤكد لي ان وجهي يزداد اشراقاً ووجنتي تتورد اكثر كلما حدثتني..؟! أتذكرتلك الابتسامة التي لا تخبو ؟! أتشتم رائحة النعناع المنعش يحتل القلب فكأن صدرك هو مخزن للاكسجين النقي حتي أوشك قلبك ان يطير وصدرك "ينشرح" ؟! ان ابتسم بعد ان تقلني بسيارتك "عزيزة"؟ وان اسمع تلقائياً "الست" بعد ان تهاتفني؟ . .وان ابتاع يومياً شيكولاتة بالزبيب والبندق, حتي امتلأت حقيبتي عن اخرها؟! هو ده بقي "ضي روحي يبان"! وعلي الرغم من ذلك.. سترحل! ثقب جديد ... براحتك وعلي رأي فيروز "مش فارقة معاي"! تتساقط دموعي علي الغرز التي احيكها الان بعصبية..."اوعى تكون نسيت، تتركني وحيدة عا طرقات بعيدة..واتذكر شو حكيت"... مزيد من الذكريات ومزيد من الدموع ومزيد من الثقوب، فاتوقف لالتقط انفاسي واتنهد فاطلق زفرة يكاد معها قلبي ان ينفجر! قلبي الذي صار مثل تلك الكوفية مليئ بالحكايا والثقوب! "كل الجمل والحكي والكلام..فيك"! غداً , سأحكي للكوفية عن عيد ميلادي .. وبعد غد. سأتذكر ان اقول لك كم احببتك..وبعد بعد غد، سأتوقف عن إحداث ثقوب في كوفيتك, اوعدك..وبعدها سأبكي وسأتوقف عن الحياكة..ثم اعود .. ثم القي بالابر بعيداً..ثم في اخر ليلة سأكون قد انتهيت..وسأضعها تحت وسادتي لتحمل بعضاً من دفئي لتسري بخيوطها وتحمل بكائي ورائحة عطري الهادئ معها, حتي حين ترتديها تتذكر رائحة بحر اسكندرية في الشتاء الماضي, واكلة السمك من عند "بلبع"..و البالونة علي شكل قلب التي افلتت من بين ايدينا وراقبناها بشغف تطير مع أحلامنا, وتتذكر القواقع التي جمعتها لي, وغزل البنات, وشريط عمر خيرت الذي اهديتنيه! سـأتذكر ان افعل ذلك..اعدك..كل يوم بعد ان اشاهدك وانت تلملم حاجيتك من المكتب- كأن هذا الذي سيمحي اثرك-سأستمر بالحياكة/ والحكاية بدلاً من انفجر غاضبة باكية امامك ! اعدك ان استمر بالحكي للكوفيه حتي لا تنسي! "يحكوا عنك يا حبيبي وانا بانتسى"! أرأيت؟! حتي فيروز تؤكد لك ذلك.."وانا بانتسي"!سأستمر حتي اخفي توتري من اولئك الاغبياء بالعمل الذين يسألونني ما هو لون البالونات الذي تحبه...أهو الاحمر ام الاخضر؟! اغبياء...! سيسألونني أتحب الفانييلا ام الشيكولاتة...؟! وانا سأستمر بالغزل.. حتي لا افقد اعصابي ..ولكني اعدك اني لن احدث المزيد من الثقوب والتعقيدات في الكوفية...يكفي..يكفي الثقوب التي سيحدثها سفرك بقلبي! وعلي رأي فيروز.."بيكفي..شو بدك انو يعني موت فيك؟!"ه
كورونا الاهلي والزمالك
-
باقي علي القمة الافريقية بين الاهلي والزمالك اقل من ٢٥ ساعة وناتي للاثارة
والمتعة وجمال الكرة سواء من الاهلي او الزمالك ما يشغلنا في هذه المبارة
موضو...
قبل 3 أعوام
0 التعليقات:
إرسال تعليق