ما تبقي لنا من الغناء!
استمعت مؤخراًلأغنيات جديدة لم تذع
للفنان علي الحجار، وتعجبت ان يكون بيننا مطرب
لا يمتلك عشرة مطربين ربع صوته.. ولا يغني!!
علي الحجار مطرب ثري بصوته
يبحث في غنائه عن جمهور يفتقر للغناء..
ومشكلته الوحيدة انه صوت قوي في زمن الضعف،
يغني بسهولة بدون عناء،
اللهم الا عناء الغناء الاصيل في زمن غير اصيل!..
انه موهبة نهدرها ونهملها باختيارنا او بسوء اختيارنا..
فماذا يتبقي لنا من غناء إن لم نستمع الي علي الحجار
او محمد الحلو او انغام؟!
والاجابة لدي وزير الثقافة الفنان فاروق حسني،
لأن فنانا مثل علي الحجار لا يجب أن لا يجد مكانا
للغناء في مصر، في الوقت الذي يستميت البعض فيه
لكتم كل ما هو مصري،
ولأن مواطنا مصريا مثل علي الحجار
ليس من الحكمة منعه عندما يبادر بدوافع عشقه
لهذا البلد بتقديم مشروع لتأريخ وتوثيق مائة عام
من الغناء في مصر بصوته ولا يجد اذانا صاغية
للمشروع لأنه لا يوجد اصلاً اذان صاغية لهذا الغناء
في مصر الآن!! وان الموظفين الذين لم يروا في
المشروع سوي انه اهدار لاموال الميزانية،
اجهضوه ودفنوه حيا، مثل كل شيء مهم في حياتنا،
ابقوا عليها من اجل البدلات والاضافي والحوافز،
اما الغناء فيمكن ان نستغني عنه،
ويمكن ان نتخلي عن تاريخنا، وعن توثيق مشاعرنا
واحاسيسنا.. ولا نتخلي عن نفخ بطوننا بما لذ وطاب،
ولا نتنازل عن حشو عقولنا بالتفاهات.
ولا أعتقد ان مشروع علي الحجار وصل الي مسامع
الوزير فاروق حسني وأهمله او لم يعره انتباها،
لأنه فنان في المقام الاول، ويعرف معني اهمية
الحفاظ علي قيمة حضارية من الاندثار، فهو مشروع
ثقافي قريب الشبه بانجازات وزارة الثقافة في
الحفاظ علي اثارنا بإعادة ترميمها وصيانتها ليس فقط
من اجل جلب سياح اكثر كما يتصور البعض ولكن من
اجل الاجيال القادمة.. لأن كل الموظفين سيذهبون
وستبقي مصر بثقافتها وتراثها الحضاري.
وهل تعرف يا معالي الوزير ان علي الحجار
رفض عرضا اجنبيا لتمويل مشروعه فقط لأنه
يراه مشروعا ثقافيا وطنيا اكثر منه مشروعا غنائيا،
وإلا كان قد ذهب الي وزير الاعلام انس الفقي
او الي شركات الكاسيت والفيديو كليب..
ولكن يبدو اننا في اسوأ حالاتنا علي كل المستويات.
والحقيقة انه بقدر فرحي بغناءعلي الحجار
واغنياته الجديدة، كلماتا وألحانا حتي
ولو بدون جمهور، كان حزني بنفس القدر علي
غنائنا الذي وصلنا اليه، كلمات وألحانا حتي
ولو بالجمهور، ساعدوا الحجار في توثيق زمن
كان الغناء فيه علي مستوي الجمهور، والجمهور
علي مستوي الغناء، كان الجمهور من قيمة الفن،
والفن من قيمة الجمهور.. كان كل شيء
يكمل بعضه بعضا، اما الآن فلا شيء
يصلح لبعضه البعض!!
منتصر جابر
0 التعليقات:
إرسال تعليق