ابراهيم عبد الفتاح

إبراهيم عبدالفتاح.. عصفور الشعر

16/10/2008

سامح قاسم هو كائن شعري بجدارة.. يعشق الشعر ولا يعشق الشهرة عن طريقه.. يري أن الكلمات الجميلة علي بساطتها وعمقها في ذات الوقت وسيلة لاعتلاء صهوة اليأس وتبديد سحب الحزن.. من هنا أتت كلماته عبر قصائده، لا تشبه قصائده أحد من سابقيه أو من مجايليه من شعراء العامية.. إنه الشاعر إبراهيم عبدالفتاح صاحب الكلمات المفاتيح لأبواب البهجة والدفء «لما الشتا يدق البيبان».. إبراهيم عبدالفتاح لم يهتم منذ بدايته بإصدار دواوينه الشعرية لأنه يرفض أن تأتي دواوينه تحت يافطة المؤسسة الثقافية الرسمية التي يري أنها لم تقدم للشعر والشعراء أو للثقافة بشكل عام ما تحمد عليه فكان موقفه من هيئاتها علي حساب انتشار دواوينه في الساحة الثقافية، كما أنه لا يقدم أعماله إلي دور النشر الخاصة لأنه يرفض أن يدفع مقابلاً لنشرها، ومن هنا فليس لإبراهيم عبدالفتاح إلا ديوان شعري واحد منشور وهو ديوان «شباك قديم» الصادر عام 1994، إلا أنه يحتفظ بخمسة دواوين معدة للنشر ولا يسعي لنشرها إلا وفقاً لرؤيته هو وشروطه لا شروط المؤسسة الثقافية الرسمية أو شروط دور النشر الخاصة، ومن هذه الدواوين الخمسة ديوان «شبه اللي بجد» بالإضافة إلي أنه قد أنجز روايتين وهما «ما الذي حدث قبل أن أدخل البيت هذا الصباح» و«طلعة رجب». هذه الأعمال السبعة تعني أن إبراهيم عبدالفتاح شاعر وكاتب متدفق الموهبة وغزير الإنتاج، إلا أنه فضل أن تقبع أعماله في درج مكتبه بدلاً من أن يمتهنها الموظفون بالمؤسسة الرسمية واتقاء لمساومة دور النشر الخاصة، واختار لكلماته الانطلاق في الفضاء الرحب وعبر الأثير، ترددها حناجر خلقت للطرب الأصيل و«المغني اللي بجد» مثل علي الحجار الذي غني كلمات إبراهيم عبدالفتاح في أكثر من ألبوم غنائي، وفي أكثر من مسرحية لعب فيها علي الحجار دور البطولة مثل مسرحية «حارة الضحك» و«خايف أقول اللي في قلبي».. ولموهبة إبراهيم عبدالفتاح التي لا تقل بأي حال من الأحوال عن سابقيه أو مجايليه اختاره العديد من المخرجين لتمهر مسلسلاتهم بكلمات إبراهيم عبدالفتاح التي تعبر بإيجاز عن الجو العام لها، وكان آخر هذه المسلسلات مسلسل «ناصر» الذي عرض في رمضان الماضي والذي جاءت كلمات إبراهيم عبدالفتاح في تتراته تلخيصاً لمشوار الزعيم الراحل جمال عبدالناصر كانت الجماهير تنتظر مجيء المخلص فكان ناصر.. «زي النهار يافتي وإحنا اللي ليلنا طال.. جاي في أوان جرحنا والشدة ليها رجال.. صوتك جميل رنته تنقش علي الأرواح.. قلبك يساع النيل.. فجرك نهاية ليل.. إنت اللي من حلمنا وجرحنا يا جمال».. بتلك الكلمات الموجزة استطاع إبراهيم عبدالفتاح أن يعبر عن مرحلة من أكثر المراحل تأثيراً في تاريخ الشعب المصري وعن شخصية من أكثر الشخصيات التي يحبها ويقدرها الشعب المصري.. ناصر.