مسلسل " رسائل من رجل ميت " : من الأخطاء إلى الخطيئة !!

مسلسل " رسائل من رجل ميت " : من الأخطاء إلى الخطيئة !!

كتابات - علي عمر إبراهيم

من أهم الأسباب التي جعلت الدراما العراقية تراوح في مكانها هو المجاملات . ينتهي شهر رمضان ويبدأ المديح فيخدع المخرج والمؤلف والممثلون ويبقون غافلين عن أخطائهم التي تتكرر في الأعمال التالية . هذه محاولة نقدية لمسلسل "رسائل .. " تركز على الأخطاء ثم على الخطيئة لأن الإيجابيات طرحها المحتفون .

1-الأخطاء :وقع حامد المالكي في الخطأ الذي وقع فيه علي الشوك في روايته " سيرة هشام المقدادي".كلاهما حاول تصوير معاناة الشيوعيين العراقيين الرهيبة ، لكنهما أساءا لهذه المعاناة . حين تقرأ رواية الشوك بجزئيها تحمد الله أن تلك المجموعة "الماركسية" لم تصل إلى الحكم لأنها لن تقل سوءا عن المجموعات الأخرى إلا في الدرجة.فقد قدم مجموعة لا هم لها سوى الجنس وطرقه التي وصلت حد المناقشات المنحرفة . إقرأو الرواية وستكون الحكم . أما المسلسل فقد قدم لنا مجموعة "ماركسية" من الشباب الذين لا هم لهم سوى السكر كل ليلة لدى واحد من البرجوازيين يعلمون أنه يتآمر على عرضهم-أختهم أميرة- آسيا كمال. يجري النضال كل ليلة على موائد أبو العز- أياد راضي الذي يحاول اغتصاب أميرة مستغلا انشغال زوجها المعلم المصري "حلمي- غسان مسعود " وأخيها "ضياء-قائد النعماني" بالسكر في بيته فتدافع عن شرفها وتمزق وجهه. ثم يظهر بعد أكثر من ربع قرن أن"حلمي " المصري وباعتراف أميرة لأخيها ضياء أو "ديا " أو "ضيا" كما يسميه المصري كان يعلم بمحاولات أبو العز للتحرش بها. تقول : حلمي كان يتلذذ بعذابات أبو العز وكان يسهّل تقرّبه من عندي.كان هاديء ويتلذذ عندما ينتقم (كذا) .في مسلسلات هذه الأيام نسمي سلوك حلمي تلذّذا وانتقاما وفي مصطلح العراقيين يسمونه قوادة . أمّا ضياء فقد انفعل وهاج ووضع خطة لا يقتل فيها الرأسمالي القذر كما تفرض ذلك عقيدته السياسية ولكن يقتل "سحر"-عبير فريد- زوجة أبو العز،لماذا ؟ لأنها إذا بقيت حية فسوف تساهم في إسقاط نساء شريفات. لكن أبو العز لا يشبع من الجنس وسيستمر في إسقاط النساء مثل الماركسية أميرة،أليس الأولى أن نقتله لأن هو" الأبّي " الرئيسي كما يقول العراقيون ؟ كل المجموعة الماركسية عرفت أن سحر ابنة فلاح فقير يعمل في بستان أبو العز واشتراها بماله وهي طفلة - في المسلسل لا يظهر فرق في العمر بين الإثنين ، أي أنها من ضحايا الرأسمالي . يا أخي اعتبروها من البروليتاريا الرثة . تقتلونها وتتركون الرأسمالي !. يقتل ضياء سحر وهي تتوسل به توسلات تقطع القلب ويترك هوية غرفة التجارة العائدة لأبي العز والتي سرقها من بيت الأخير الذي استضافه (هنا تأتي موضوعة علاقة الغاية والواسطة الخطيرة ؟).يلقى القبض على أبو العز وضياء وحلمي. تحت التعذيب يبتز الجلاد ضياء بأن يعترف بجريمة قتل سحر ليرتبوا له عقوبة أخف-عشر سنوات سجن-من عقوبته كشيوعي وهي الإعدام ، فيوافق متهما حلمي بأنه هو السبب لأنه اعترف عليه .لكنه كان مجرما سُجن كقاتل وليس كمناضل شيوعي؛قاتل ورط أخته مع برجوازي فاجر فلا يحق له التباكي على النضال لأن الشيوعيين الشرفاء لا يتشرفون بسكّير يترك شخصا حاول اغتصاب أخته حيا يسرح . ألم يكن هذا الماركسي الملفّق يخاف إذا بقى أبو العز حيا أن يغتصب أخته من جديد وهو وزوجها في السجن ؟. وفي جلسة المكاشفة الختامية بين حلمي المحتضر وبين أميرة وضياء يقول حلمي : هربت عشان ما أشهدش ضدك يا أميرة بالمحكمة . وهو تبرير لا يقنع أبسط العقول . أغنية التتر-العنوان مصرية مطابقة نصا لافتتاحيات المسلسلات المصرية لعلي الحجار مع الفارق طبعا .حتى القسم الذي تغنيه المطربة بالألفاظ العراقية جاء بلكنة سورية وبصوت أوبرالي باهت . تصل محاولات " المصرنة " الذروة قبيل نهاية المسلسل حين يرسل حلمي في طلب الطبيب المصري "رشدي" الذي يحب ابنته :حلمي : رشدي/ رشدي : أيوه يا عمي (لاحظ الميانة المفاجئة)/ حلمي:إنته بتحب مروة ياولد(هذا أسلوب المرحوم زكي رستم ) وهيّ بتحبك ..إنته ليه بقى ما تتجوزها ؟/ ينكسف رشدي ويخرج ويقول لمروة : باباكي عاوزك / تدخل مروة : حلمي:مروة/ مروة : ها.. بابا/ حلمي :أؤعدي (إگعدي) يا بنتي..رشدي بيحبك ..وانتي بتحبيه/مروة : مو وكتها بابا/ حلمي : بكره ييجي المأزون (المأذون)وأموت وأنا مرتاح يا بنتي/ مروة :اللي تشوفو يا بابا.ثم تستمر المصرنة في مشهد المكاشفة حيث يعود الكل في ثبات ونبات بعد أن يقبّل حلمي أميرة قرب أذنها لأنها طليقته وهو يعرف الأصول ويقول لضياء : عايز أبوسك يا ديا (ضياء يبكي) خلاص ياولد/ فيجيب ضياء على طريقة أحمد رمزي وهو يبكي : يا صاحبي .. يا خوية .وتوتة توتة ... وبعد اعتراف حلمي لأميرة وضياء تقول أميرة : كان لازم أسمع هذا الكلام من زمان.ومقتل الدراما هو أن الممثل لا يعرف بالأحداث إلا في النهاية في حين أننا كمشاهدين كنا نعرف ذلك من البداية . من أكبر سقطات المسلسل أن المالكي جعلنا نتعاطف مع أبو العز هاتك الأعراض، فلم نشاهد منه سوى سلبية واحدة هي أنه زير نساء.وهي سلبية غير مرفوضة لأن أخاها وزوجها الماركسيين صادقاه رغم علمهما بها.لقد رفع اسم أميرة من رقابة الأمن، وقدم لها مبلغا هائلا لإعادة إصلاح معمل الخياطة بعد أن احترق(20 ألف دينار عراقي بذاك الوقت، شيوعية وعدها معمل . تقول أميرة أعرفه فاجر من نظراته ،فهل تقترض منه المال وتفتح له الطريق ؟ألا يوجد عيره؟ ثبت أيضا أن حبه شريف ، التقى بها بعد هرب زوجها وسجن أخيها بسيارته عدة مرات في أماكن منعزلة ولم يفعل شيئا،بالعكس عاهدها على الحب العذري وقال :راح يبقى اسمچ آخر اسم انطقه تلث مرات لحظة الموت . وحين تلتقي أميرة بـ"داليا" ابنة أبو العز في إحدى حدائق القاهرة بعد موت أبيها تتعرف عليها داليا وتقول إنت ماما أميرة ، بابا كان دائما يحچيلي عليچ،يقابل اللوحة مالتچ ويظل يسولف ويّاها،يسكر،بس مو هو اللي قتل ماما، خاف أحچي وتصير مشاكل،بابا آخر مرة گام يصلّي . قبل ما يموت گال كلمة وحدة : أميرة ...أميرة ..أميرة(هكذا قدمت كل الموجود في فقرة واحدة لتثبت الشهادة ثلاث مرات) .إلى النهاية لم يتضح سبب جعل البطل مصريا. هل يراهن حامد على الصلة القومية التى أعلنها حلمي في دفتر اعترافاته : أحب العراق،احب مصر . هل وضعنا مسلسلا طويلا لنثبت للمواطن العراقي أن حلمي المصري يحب العراق بقدر ما يحب مصر؟ . وهذا يناقض التحليل السياسي الذي طرحه حامد على لسان ضياء حين قال لأميرة أن الأمريكان أرادوا القضاء على الفكر الماركسي فخلقوا اليسار القومي .وعندما فشل الأخير قامو بخلق اليسار الإسلامي.ولكن حلمي كان يهتف وهو يموت بحب مصر والعراق وهو ضد السادات . ثم إذا كانت الولايات المتحدة تريد القضاء على الفكر الماركسي فحامد يعرف أن الحزب الشيوعي مشارك في برلمان وحكومة تحت حراب الأمريكان . ورغم مرور خمس سنوات لم توجّه أمريكا أي ضربة له .أول خطوة لتمزيق العراق طائفيا كانت مجلس الحكم واختير فيه أمين الحزب الشيوعي ، فشوكت تضربه أمريكا بعد فشل اليسارين ؟ بالنسبة للرسائل التي بعثها حلمي من ألمانيا وعددها (300) رسالة يشرح فيها تحوله من غسل الصحون إلى مليونير(تحصل في الأفلام المصرية ) أخفتها أميرة عن ابنتها وقالت : أبوك مات.فلماذا تحتفظ بـها؟ وعندما تهاجر إلى سوريا مع ابنتها هاربة من حلمي ،تأخذ معها الـرسائل ولا تخشى أن تكتشفها ابنتها. لماذا؟ السبب أن عين المؤلف على آخر حلقة حيث ستذهب أميرة مع ضياء إلى القاهرة لمقابلة حلمي،فيقول لها ضياء بأنه قد جاء بالرسائل معه ليعطيها لمروة- يعني سرقها فنعود إلى الغاية والوسيلة-.لم يبق في المسلسل شخص غيرعراقي لم يلق محاضرة على العراقي ليعلمه حب الوطن ، يعلّمون اليتيم العراقي على البكاء : رانيا السورية تعلم فائز العراقي معنى الوطن وتوبخه حين يتنكر لبلده . حلمي يصحح لأبي وليد(محسن العزاوي) حين يقول عن مكي الأعور توفي بالجيش الشعبي فيقول له :استشهد.الطبيب أحمد لمروة : إنتو العراقيين لازم يكون قلبكم جامد..إلخ . عزام البارد يلقي محاضرة على أميرة عن دورة الحياة ومن يموت إنسان أكو واحد ثاني بمكانه بمكان آخر من الكون....إلخ يا جماعة هاي سمعناها ببداية قراءاتنا الماركسية بالمتوسطة ! حلمي : عايز أموت ومصر أم الدنيه ومش زي العراق(ومصر من أهم الدول التي سهلت احتلال العراق). كيف يحرص على مصر ويأتي بحقيبتين من الملابس لأخيه وهو من القاعدة سابقا ليساعده على الهرب .الضابط المصري يقول لحلمي : أخوك مات شهيد ولا نعرف ما هي المقاييس وهم حتى اليوم يصفون شهداء المفخخات في العراق بأنهم قتلى!. ثم هذه اللازمات ( الكليشيهات ) المصرية التي مللنا منها : وراك وراك يا أبو العز والزمن طويل، يا راجل عيب عليك دا إحنه أخوات/ حقك عليه يا معلم زناتي..انت تاج راسنه من فوء (يعني فوق) / وتاكل أصابعك وراها . في الحوار بين أميرة وضياء تستدير الأولى وتخاطب ابنتها :ها بنتي أشو تأخرتي .ثم يظهر أن مروة لم تدخل البيت، أعيدت الحركة الخاطئة في الحلقة التالية . مروة تقول:آني آخر وحدة تسافر من العراق ، آني أقوى من القتلة . تشتري مسدسا وتقول:أدافع بيه عن نفسي،مو أنهزم لدولة أخرى .القضية قضية مبدأ. أين أصبح المبدأ؟ نسيناه بسبب (المصرنة) . نسيت مبدأها واستقرت في مصر بعد أن تزوجت الطبيب المصري وصار همنا أخيرا صحة حلمي وقفشات فاطنة ( يعني فاطمة ) وملك ومعرضها في باريس وسعاد والباراسيكولوجي وسكّرة والحشيش وصيد السمك في الإسكندرية ..إلخ . خذ أي مشهد فيه حوار بين ممثل عراقي وآخر مصري وسترى كيف تنطفيء سخونة الحوار ويموت الهم العراقي حين يبدأ الممثل المصري بالكلام . أعظم مثل هو الحوار بين مروة العراقية وبين المصريين الذي يريدون تهيئتها للقاء بأبيها سألوها : إيه شعور وحده تفتكر أبوها ميت وبعدين يطلع مش ميت؟(وهذه ثيمة الأفلام الهندية ) فتضرب لهم العراقية مثلا : عندنا في العراق يأتون برب العائلة شهيد من الحرب، مشوّه ويعملوله فاتحة،وبعدين يطلع أسير . لو فرضنا أن حلمي لم يجد ابنته وبقي مليونيرا في المانيا ومات وظلت مروة مع أمها المجاهدة في بغداد . آلاف العراقيات لم يجدن أبناءهن إلى الآن . آلاف الجثث في قعر دجلة .آلاف الرؤوس المقطوعة ولا أحد يستطيع القول هذه لي . في القاهرة شاهدت امرأة عراقية جالسة على الرصيف ومعها خمسة أطفال تبكي لأن زوجها المصري جاء بها إلى القاهرة وقال لها سوف أجلب تكسي واختفى ولم تستطع السفارة العثور عليه لأن وثائقه مزورة . هل يكتب كاتب عراقي مسلسلا بعد ربع قرن من عذاب الأم والحصار والحروب وتربية الأطفال يحكي معاناة الأب المصري لأن عصابة ضربته على رأسه وفقد الذاكرة ، هذا المسلسل مصري ويكتبه مصري . مدير المستشفى يكلف مروة المتخرجة حديثا برعاية المريض (سعيد) ولديه سرطان منتشر ،هذا عمل طبيب أخصائي .حماس المؤلف للقاء الأب بابنته كان السبب.لأول مرة نجد مدير مستشفى يطلب من مريض سرطاني مغادرة المستشفى ليتعالج في البيت .النقاشات الفلسفية الباردة : ضياء يسأل منصور الخادم الحكيم : ليش أكو مصايب بالدنية ؟ منصور : الورود ما نعرف جمالها إذا ماكو شوك وصبّير وعاگول .إذا ماكو اللون الأسود ما نعرف اللون الأبيض (بشرفكم هذا نقاش يطرح في مسلسل في نهاية العقد الأول من الألفية الثالثة ؟). ضياء : تعرف جان بول سارتر .. إلخ ضياء : إذا أبونه شاكر يعدل ويشوفنه مختلفين شيگول؟/أحمد : يگول تنوع .عندما يعترف طبيب بعجز الطب لا توجد صدمة عندما يموت المريض في النهاية . لكن عندما تأتينا سعاد المريضة نفسيا وتدعي أن لديها قوى خارقة تعالج فيها الحالات النادرة وتخفف ألم حلمي بمجرد اللمس وهي تغني له " حنة يا حنة .. يا قطر الندى " فإن المشاهدين سيتساءلون لماذا تركته يموت وجلست تبكي في الممر . والشيء اللي يضحّك هو لماذا لم تعرف سعاد بأن زوجها الذي تزوجته دون معرفة أهلها هو سمسار وسيحاول اسقاطها مستقبلا ويقتله أخوها يوسف ويسجن ؟ لماذا لم تتنبأ ؟. سعاد تقول لحلمي نادي مروة بروحك.ومروة بدمشق تحس وتگول أحس صوت يناديني وبيه حنّية .زين هاي سعاد ما تقدر تساعدنه بالتعرف على أسماء الجثث مجهولة الهوية ؟ .الواقع العراقي لم يعد يقنع بهذه التخريجات الباردة ولا بانفعالات الأخوة العرب الفايخين . أم وليد (سليمة خضير) تستنجد بالأعمى : إخذني لمكتب مكافحة الإرهاب ! . طريقة أحمد في تقديم الرشوة للمحقق غير معقولة بهذه المباشرة وهو الذي ساعدهم بلا مقابل. إلى الآن لا توجد لدينا قدرة على إخراج أبسط حركات الأكشن مثل القتل في المخزن، وغرز السكين في ظهر المهرّب .والغلطة المهمة هي حركة الفلاش باك بين محاولة المهرّب اغتصاب مروة ومحاولة أبو العز اغتصاب أميرة والتي جرت ولم تكن مروة موجودة في الحياة ! يتكرر الخطأ ثانية في الفلاش باك عندما تشاهد مروة وأمها خيانة مجيد مع روناك . مروة تقول لسعيد : سمعت رافض العلاج الكيمياوي وهي سألته قبل قليل:شعندك مرض وشتشكي.ضياء في السجن الانفرادي جالس قرب باب الزنزانة .يدخل سجّان ويأخذ سطل الفضلات .من أين دخل هذا السجّان؟ الدراما هي فن المصادفات الضرورية : كلنا نتوقع أن تلتقي مروة بأبيها في مصر فذهب قبلها وأرسلتها الشرطة اليونانية إلى مصر لأن جوازها مصري ، صدفة شاهدت صديقة الإعدادية روناك في القاهرة ، صدفة اشتغلت بالمستشفى الذي صدفه مديره صديق الطبيب الذي يعالج أباها فعرف صدفة أنها تشتغل بعد أن شاهده صدفة وصدفة . تسلسل مرسوم لأن المؤلف يريده . موسيقى رعد خلف التصويرية جيدة لكن اللازمة التي تعبر عن الخوف كانت تعزف بسبب وبدون سبب. اختيار شذا لدور مروة غير موفق ولا يبرر ذلك فوزها بجائزة ستار . كانت باردة ومشكلتها الكبرى لكنتها المغاربية التي تفلت في أوقات الانفعال .كنا نتوقع أن وجود النعماني قريبا من هوليود لأكثر من عشرين عاما سيجعله ممثلا حديثا ، وإذا به يؤدي بنفس الطريقة الخطابية السابقة ، قبل الحديث يجر حسرة وبعد الحديث يجر حسرة وهناك حسرة بين الحسرتين

2-الخطيئة : حاول الكاتب عرض معاناة المعتقلين العراقيين في سجون الاحتلال من خلال اعتقال ضياء بتهمة تمويل الإرهاب لأن أخاه ماهر (أحمد شكري) كان يقترض منه آلاف الدولارات بحجة التجارة ويسلمها للقاعدة .(أصبح ضياء المعلم الشيوعي البسيط مليونيرا لديه قصر وخادم كلّما طلب منه أخوه مبلغا أعطاه (30) ألف دولار!.المالكي في سابقة غريبة يقول أن من عذبوا المعتقلين العراقيين هم من منتسبي الشركات الأمنية وليس من الجيش الأمريكي لأن الجيش الأمريكي الشريف منضبط وفيه مكتب لمراقبة حقوق الإنسان . ويفبرك حادثة بعد أبي غريب لهذا الغرض .العالم كله يعرف أن المعتقلات الأمريكية في العراق بئمرة الجيش الأمريكي وتحديدا اللواء (800)الذي استقالت مسؤولته اللواء (كاربينسكي) بعد أن اعترفت بتواطئها في التعذيب.والمتهمون من فوج الانضباط (372) : ليندي انغلاند، جوزيف دارني،تشارلز غرانر،سابرينا فارمان،جافال ديفيز،إيفان فردريك وغيرهم.رامسفيلد اعترف أمام الكونغرس، الجنرال جيفري ميللر مدير معتقل غوانتنامو أرسل خصيصا للإشراف على التعذيب لكشف أماكن أسلحة الدمار الشامل بعد تأخر كشفها .بعدها تسلمت الاستخبارات العسكرية (205) مسؤولية التعذيب. ما هي مصلحة حامد في تجميل صورة الجيش المحتل ؟ هل من واجب الكاتب العراقي عرض جهود الأمريكان في مكافحة الإرهاب في العراق في عمل تلفزيوني أم أن هذا من واجب الدعاية الأمريكية ؟. سيتصور الناس أن الأمريكان احتلوا العراق لإنجاز مهمة مقدسة هي مكافحة الإرهاب . أحيل حامد إلى تصريح الرئيس بوش في 17 أيلول 2003 ولقائه بالصحفية "دايان سمرفيلد" في كانون الأول 2003الذي قال فيهما لم نجد في العراق أسلحة دمار شامل ولا علاقة لصدام بالقاعدة .هل يعقل بوش غلطان وحامد يعرف أكثر منه ؟ متى دخل الإرهاب إلى العراق ؟ أليس بعد الاحتلال ؟ وإمعانا في تلميع صورة المحتل يقوم المحقق ( كريم محسن ) بإيصال الملابس والصحف وأدوات الحلاقة إلى السجين ضياء وهذا يتدلّل ويطلب قصة الحضارة وهي(40) جزءا !هل يقدم الأمريكان مثل هذه التسهيلات للإرهابيين المعتقلين ؟ إنهم يبولون على المصحف الشريف ويعترفون بذلك . الجنرال الأمريكي يصبح عصبيا ويقول للمحقق خذه-أي ضياء-للحجز فيقوم أبو حاتم ويلبس الجاكيت ليأخذه للحجز ،فهل هو جندي،فراش،مستخدم،موظف؟ ويقول أبو حاتم لضياء الاتصالات ممنوعة بس راح أساعدك وينطيه المبايل ماله حتى يتصل بزوجته في سورية وهو يباوع خاف أحد يجي . هذه الأكاذيب لمصلحة من ؟ أنت تتعامل مع محتل تريد التخلص منه بأي طريق.ما الذي ستقوله لإبنك حين يقول لك شگد حلوين الأمريكان بابا ؟ المحقق يقول للضابط الأمريكي هاي استقالتي لگيت عمل في مكان آخر ويوافق ويذكّره بسرية العمل .هل يحصل هذا الانسحاب السهل في جيبوتي مثلا ؟ويدخل الجنود فورا لاعتقال الضابط بهجمة شرسة غير موجودة في الولايات المتحدة ( حامد خطيّه عباله يعتقلون الضابط الأمريكي مثل ما يقتحمون بيوت العراقيين) يقول أبو حاتم : الأمريكان رجعوني وخلّوني بمكان فرنانديز . هل تسلّم أمريكا مكتب مكافحة الإرهاب لموظف عراقي ؟. هل يوجد عشاء جماعي للإرهابيين في السجن حيث يجرح أبو مناف عاطف ؟. هل توجد في سجون الإرهاب زنزانات متقابلة يستطيع الإرهابي الحديث مع الآخر بحرية ؟ العجيب أن المحقق يدعو شقيقي الإرهابي عاطف إلى المستشفى ويشرح لهما حالته بعد طعنه . لو عرف الأمريكان لدقوا على رؤوسهم . والأعجب المحقق وشقيقي الإرهابي واقفين في المستشفى ينتظرون النتيجة علنا . أؤكد أنني ركزت على الجوانب السلبية خدمة للدراما العراقية . العراقيون يقولون "إمشي وره اليبچيك" .