"بيت العود العربي في القاهرة تجربة ناجحة"

"بيت العود العربي في القاهرة تجربة ناجحة" نصير شمة: العالم العربي يفتقد للعازفين المهرة.. والسّمّيعة في ازدياد

نصير شمة حاز نصير شمة خلال مسيرته الفنية على العديد من الجوائز التقديرية على مؤلفاته الموسيقية التي تنال إعجاب المستمعين في كل أنحاء العالم العربي. ويعتبر نصير ان هذه الجوائز ليست إلاّ حافزاً للعطاء بزخم أكبر. زار بيروت مؤخراً، حيث كان يُحيي حفلتين موسيقيتين، وتحدث شمة في هذا اللقاء عن حلمه بالعودة الى بلده العراق بعد زوال الاحتلال. وتناول حيثيات إنشاء "بيت العود العربي" في القاهرة وتأسيسه لفرقة التخت الشرقي، بالإضافة الى شؤون فنية أخرى... ü ما هي أسباب زيارتك الأخيرة لبيروت؟ - جئت لبيروت لإحياء حفلتين موسيقيتين لمناسبة انعقاد مؤتمر لإعلان مؤسسة تحديث الفكر العربي، وهذه المؤسسة هي لمجموعة من المفكرين وسجلت في سويسرا. وهذا أول مؤتمر يعقد لها، وأنا مدعو أساساً كمؤلف موسيقى. ü أسّستَ "بيت العود العربي" وحملتَ معك هذا المشروع من العراق الى تونس، وأخيراً الى القاهرة. كيف ولدت فكرة إنشاء هذا البيت؟ - بدأت ملامح فكرة إنشاء هذا البيت وأنا طالب في معهد الموسيقى في بغداد، إذ وجدت ان الطالب في هذا المعهد مثقل بكمية من المناهج، ويمكن أن يتخرج كل شيء إلاّ أن يكون عازفاً ماهراً. ü لماذا؟ - المناهج تضم 21 مادة نظرية ولا تسمح للطالب بأن يعزف في شكل جيد، لأن العازف مهارته تظهر على المسرح ويمكنه أن يتعلم كتابة النوتة الموسيقية وقراءتها، والعلوم الموسيقية من خلال الآلة نفسها، وليس بقراءة الكتب. لذلك وجدت ان إنشاء "بيت العود العربي" بديل جيد للدراسة في المعهد. لكن في تلك الفترة أثناء دراستي كان العراق يرزح تحت وطأة الحروب المتعددة، فلم يكن الظرف مناسباً لإنشاء هذا البيت في العراق. ü أين ذهبت به قبل الاستقرار في القاهرة؟ - في العام 3991 دعيت الى تونس وبقيت خمس سنوات أستاذاً في المعهد العالي للموسيقى، ووجدت أيضاً هناك مشكلة في المناهج التعليمية، وهذا الأمر دفعني الى انشاء مركز لتخريج العازفين المنفردين على آلة العود بعيداً عن الإدارات الرسمية. ثم انتقلت بهذا المشروع الى انكلترا، لكن جاءني عرض من إدارة الاوبرا المصرية ومن الدكتورة رتيبة الحفني تحديداً، لإنشاء بيت العود العربي في مصر. وبالفعل نجح المشروع وما زال مستمراً حتى الآن منذ ست سنوات. ü بماذا يُعنى بيت العود العربي؟ - بصناعة العود، وقد أنجزنا 06 عوداً خلال فترة الست سنوات، وهذا رقم كبير جداً. كما لدينا بحوث موسيقية وصالون بيت العود الثقافي، الذي نستضيف فيه شخصيات، بالإضافة الى إحياء حفل موسيقي شهري. ü كم طالباً خرّج بيت العود العربي حتى الآن؟ - تم تخريج ثمانية طلاب من عدد من الدول العربية، وهم الآن جميعهم أساتذة في بيت العود. ü في أثناء ولادة فكرة إنشاء البيت العربي للعود هل كنت تواجه اعتراضات من أشخاص ما أو إدارات رسمية؟ - بالطبع كان هناك الكثيرون يقفون ضدي، وهم من أهم العازفين، لكن الأفكار المنطقية تحتاج الى إصرار وعلم لإقناع الآخرين، وهذا ما حصل معي. ü هل واجهت صعوبات مع بعض الطلاب؟ - بالطبع، فمعظم طلاب المعاهد الذين يقصدون البيت العربي للعود أفاجأ انهم تعلموا الإمساك بالعود بطريقة خاطئة. وتأخذ هذه المسألة وقتاً من الطالب ليصحح وضعية العود. ومن ثم أعلّمه كل مدارس العود وأعطيه الطرق الرئيسية. والعازف إذا كان مصراً على النجاح قد يصبح عازفاً منفرداً ناجحاً. ü هل يجب على كل عازف أن يكون ملحناً؟ - أبداً، هذا الاعتقاد خاطئ وليس كل من عزف على العود هو ملحن أو مؤلف موسيقى. فهذا الأمر يحتاج الى موهبة فطرية تصقل بالدراسة. ü هل العالم العربي يفتقد عازفين ماهرين على العود؟ - بالطبع، العالم العربي يفتقد عازفين ماهرين. ü هل يقصدك ملحنون معروفون ليتعلموا تقنيات العزف على العود؟ - بالتأكيد، لكن لا أستطيع ذكر أسماء، لأنهم يطلبون السرية، وهؤلاء أعلِّمهم مجاناً بنفسي. ü لماذا اخترت الاستقرار في مصر؟ - بصراحة وزارة الثقافة ودار الاوبرا المصرية هما اللتان طلبتا انشاء بيت العود العربي، وقد نجحت الفكرة وما زالت مستمرة، كذلك أنوي انشاء بيت مشابه في فرنسا قريباً. ü أسست في القاهرة فرقة عيون للتخت الشرقي، ما هي مهمة هذه الفرقة؟ - اشتغلت سنتين لتأسيس هذه الفرقة التي تصب في خانة تقديم الصالة العربية والعازفين فيها يعزفون بتقنيات جديدة جداً. ü وسط الضجة الموسيقية التي تسمعها في العالم العربي، هل ما زلت تجد "سمّيعة" للعزف الموسيقي المنفرد؟ - رغم كل ما يحصل أجد أن مستمعي الموسيقى يزدادون يوماً بعد يوم، وقد ساهمت الاسطوانات والانترنت وكل التسجيلات في تكاثر عدد متذوقي العزف الموسيقي البعيد عن الغناء. ألا تلحّن الأغاني؟ - أنا ألحّن أحياناً عندما يشعرني نص ما يستفزني للتلحين، وقد قدمت ألحاناً كثيرة في دار الاوبرا المصرية أدتها مي فاروق وريهام عبد الحكيم وابراهيم الحفناوي والمطرب علي الحجار وآخرون. هؤلاء جميعهم أدوا ألحاني في الليالي التي أقدمها كل سنة بعنوان "ليلة العشق الإلهي".