عبد السلام الحسني.. من فاس إلى الناس
عبد الهادي معان
Wednesday, September 12, 2007
ورث المنشد المغربي الشاب عبد السلام الحسني عن جده الكثير من المواهب والصفات بالإضافة إلى اسمـه. وكانت ميوله تتجه نحو الغناء الجاد والملتزم بعيدا عن الإسفاف الذي اعتاد كثير من الشباب على الإعجاب به وتقليده.
اعتاد أهل تلك القرية الصغيرة بمدينة فاس فى المغرب الالتفـاف حـول قارئهم المحبوب صاحب الصوت العذب الشيخ عبد السلام الفقيه، وإذا شرع فى تلاوة القرآن تنساب دموعهم فى خشوع من عذوبة صوته وجمـاله، ولم يتصور أحد ممن سمعوا تلاوة الشيخ عبد السلام الفقيه أن أحدا يمكن أن يرث هذه الموهبة الفريدة من بعده، حتى أكرم الله تعالى عائلة الشيـخ بميلاد عبد السلام الحسنى، حفيد الشيخ عبد السلام الفقيه. تشبع الحسني بشيوخ وأساتذة الصوفية و الغناء الروحي، ففي المغرب تأثر بالشيخ الفران وبالمنشد الأندلسي باجدوب، ومن مصر الشيوخ: طه الفشني، وسيد النقشبندي، ونصر الدين طوبار، وبعض المشايخ السوريين.
تربت قريحة عبد السلام فى جو صوفى معبق بحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحب آل البيت، حيث انتشار الطريقة التيجانية والإدريسية، حيث يحتفي المغرب بالإنشاد الديني الذي تحرص طوائف من الشعب بمشاركة العائلة المالكة على حضور الليالي الصوفية، وخاصة في مولد سيد البشرية محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حصل عبد السلام الحسني على عدة جوائز منها المركز الأول لمهرجان أنغام المغرب عام 1994، وفاز بلقب أحسن مطرب وأحسن أغنية في المغرب عام 1996، إلى أن جاءته الفرصة في المهرجان الدولي للأغنية في القاهرة حين ممثل المغرب مع المطربة الراحلة رجاء بلمليح عام 2000، ونال إعجاب وثناء الجمهور المصري الذواق والنقاد خاصة الأستاذ الموسيقار حلمي بكر الذي طلب منه البقاء في مصر، والغناء فيها والانطلاق بفنه منها، واعتمدته لجنة الإذاعة والتليفزيون المصري كمطرب محترف في امتحان الأصوات بالقاهرة وطلب منه ارتجال عدة أغان، فانطلق بصوته بالإنشاد الديني، وخاصة مديح رسول الله صلى الله عليه وسلم، ساعتها -شعر بعد أن قبلته اللجنة واعتمدته كمطرب- أنها إشارة روحانية سار بها قدما في الإنشاد الديني وحددت طريقه الفني، ليشارك بعد ذلك في إنشاد الأدعية والتواشيح الدينية في رمضان لقنوات دريم والمحور والفضائية المصرية، وجميع القنوات الأرضية الفضائية المصرية، قام بعدها بعدة جولات عربية و عالمية كإندونيسيا، وماليزيا، ودول الخليج العربي، وأصدر بعدها عدة ألبومات بمصاحبة الدفوف فقط، وأخيرا ألبوم "نسيم".
قدم الحسني الإنشاد الديني في ثوب عصري بعيدا عن اللحية والجلباب، حتى يأتلف مع الشباب، بطرق مواضيع تثريهم وتسمو بهم روحيا، وتعمق العاطفة الدينية لديهم.
اتجاه عبد السلام الحسني للإنشاد الديني ينبعث من قناعة فكرية وروحية،ليس كالعديد من الفنانين الدخلاء الدين ميعوا هذا الميدان خاصة بعد ظهور ظاهرة سامي يوسف والتفاف الجماهيري كما أن الإنشاد الديني لون مطلوب وله جمهوره، بل وأصبح ضروريا أن يوجد من أصحاب رؤوس الأموال وأصحاب الشركات من يدعم ويتبنى هذا الفن ويموله حتى يخرج في أبهى صورة للناس، ويصل إليهم في قالب محترم وأرقى مما هو عليه الآن.
شارك الحسني في مسرحية *الرحمة المهداة* على مسرح السلام بالقاهرة مع نجم الغناء والطرب العربي الأصيل على الحجار والمطرب أسامة الشريف بالغناء وهي أول مرة يقف فيها على المسرح في عمل مسرحي خاصة وأنها بطولة الأستاذ محمود ياسين،أشرف عبد الغفور، جمال إسماعيل، فايزة كمال، عبير الشرقاوي، ميار الببلاوي، ناصر سيف، نيرمين كمال، إيهاب مهني، محمود زكي،وإخراج ياسر صادق الذي تحمس لموهبة المنشد المغربي وقدمه لجمهور المسرح وحاز إعجاب وقبول الجمهور وصفقوا له كثيرا.
يقدم عبدالسلام خـلال ألبومـه ( نسـيــم ) مجمـوعـة أخاذة من الأغاني التي تخاطـب المشاعـر الإنسانية في أعمق أعماقها , وتسمـو بالحـــالة الروحـــانيـة للمستمع حتـى تصـــل به إلى حالـــة من الإندمــــاج الكلي مع الكلمات واللحن والأداء , فيشعر وكــــــأنـــه قد ذاب في جمال هــذا الكـــون وأصبـــح جـــــزءا مـن منظومة كونية تسبح باسم الله تعالي وتترنــم بــذكــر سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ..
وبعد نجاح فيديو كليب السلام عليك يا رسول الله يستعد الآن للقيام بجولة في البلاد العربية، حيث تعاقد على إقامة عدة حفلات، كما عرضت عليه المشاركة في عدة مسرحيات وأعمال فنية في مصر .
0 التعليقات:
إرسال تعليق